في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ} (35)

ولهذا ينتقل السياق من الفرش المرفوعة إلى ذكر من فيها من الأزواج : ( إنا أنشأناهن إنشاء )إما ابتداء وهن الحور وإما استئنافا وهن الزوجات المبعوثات شواب .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ} (35)

وقد أعد الله لأصحاب اليمين مع كلّ هذه النعم الحورَ العِين ،

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ} (35)

{ إِنَّا أنشأناهن إِنشَاء } لأن الضمير في الأغلب يعود على مذكور متقدم وليس إلا الفرش ولا يناسب العود إليه إلا بهذا المعنى والاستخدام بعيد هنا ، وعلى القول في الفرش الضمير للنساء وإن لم يجر لها ذكر لتقدم ما يدل عليها فهو تتميم بياناً لمقدر يدل عليه السياق كأنه قيل وفرش مرفوعة ونساء أو وحور عين ، ثم استؤنف وصفهن بقوله سبحانه : { إِنَّا أنشأناهن } تتميماً للبيان زيادة للترغيب لا لتعليل الرفع ، وقيل : إن المرجع مضمر وتقدير المنزل وفرش مرفوعة لأزواجهم أو لنسائهم فإنا الخ استئناف علة للرفع أي وفرش مرفوعة لأزواجهم لأنا أنشأناهن ، والأول أوفق لبلاغة القرآن العظيم ، والمراد بأنشأناهن أعدنا إنشاءهن من غير ولادة لأن المخبر عنهن بذلك نساءكن في الدنيا .

فقد أخرج ابن جرير . وعبد بن حميد . والترمذي . وآخرون عن أنس قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في الآية إن المنشآت اللاتي كن في الدنيا عجائز عمشاً رمصاً » وأخرج الطبراني . وابن أبي حاتم . وجماعة عن سلمة بن مرتد الجعفي قال : «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى : { إِنَّا أنشأناهن } الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا » وأخرج الترمذي في الشمائل . وابن المنذر . وغيرهما عن الحسن قال : «أتت عجوز فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة فقال : يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز فولت تبكي قال : أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول : { إِنَّا أنشأناهن } » الخ ، وقال أبو حيان : الظاهر أن الإنشاء هو الاختراع الذي لم يسبق بخلق ويكون ذلك مخصوصاً بالحور العين فالمعنى إنا ابتدأناهن ابتداءاً جديداً من غير ولادة ولا خلق أول .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ} (35)

{ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً } أي : إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا ، نشأة كاملة لا تقبل الفناء .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ} (35)

قوله : { إنا أنشأناهن إنشاء } أي ابتدأنا خلقهن ابتداء جديدا من غير ولادة وقيل : أعدنا إنشاءهن أبكارا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ} (35)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إنا أنشأناهن إنشاء} يعني ما ذكر من الحور العين قبل ذلك...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"إنّا أنْشأناهُنّ إنْشاءً فجَعَلْناهُنّ أبْكارا عُرُبا "يقول تعالى ذكره: إنا خلقناهن خلقا فأوجدناهنّ. قال أبو عبيدة: يعني بذلك: الحور العين اللاتي ذكرهنّ قبل، فقال: "وَحُورٌ عينٌ كأمْثالِ اللّؤْلُؤِ المَكْنُونِ"... "إنّا أنْشأناهُنّ إنْشاءً"، وقال الأخفش: أضمرهنّ ولم يذكرهنّ قبل ذلك...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

وقال القتبي: إنه لما ذكر على إثر قوله تعالى: {وفرش مرفوعة} {إنا أنشأناهن إنشاء} دل أن الفرش كناية عن الأزواج؛ إذ هن اللواتي تفرش، وواحدة الفرش فريش...وقوله تعالى: {إنا أنشأناهن إنشاء} أي أنشأناهن في الابتداء على هيئة الاستمتاع، ليس كنساء الدنيا، وهو كما ذكرنا في قوله في صفة الفواكه أنها غير مقطوعة ولا ممنوعة، أي أنها تخرج أول ما تخرج مهيأة للأكل لا كثمار الدنيا.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

{إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً} عذارى {عُرُباً} عرائس متحببات إلى أزواجهن. وقال عكرمة: غنجة. {أَتْرَاباً} مستويات في السنّ.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإما أن يراد اللاتي ابتدئ إنشاؤهن؛ أو اللاتي أعيد إنشاؤهن.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{أنشأناهن} معناه: خلقناهن شيئاً بعد شيء.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

الضمير في {أنشأناهن} عائد إلى من؟

فيه ثلاثة أوجه؛

(أحدها) إلى {حور عين} وهو بعيد لبعدهن ووقوعهن في قصة أخرى.

(ثانيها) أن المراد من الفرش النساء والضمير عائد إليهن لقوله تعالى: {هن لباس لكم}، ويقال للجارية صارت فراشا وإذا صارت فراشا رفع قدرها بالنسبة إلى جارية لم تصر فراشا، وهو أقرب من الأول، لكن يبعد ظاهرا لأن وصفها بالمرفوعة ينبئ عن خلاف ذلك.

(وثالثها) أنه عائد إلى معلوم دل عليه فرش لأنه قد علم في الدنيا وفي مواضع من ذكر الآخرة، أن في الفرش حظايا، تقديره وفي فرش مرفوعة حظايا منشآت وهو مثل ما ذكر في قوله تعالى: {قاصرات الطرف، ومقصورات} فهو تعالى أقام الصفة مقام الموصوف ولم يذكر نساء الآخرة بلفظ حقيقي أصلا وإنما عرفهن بأوصافهن ولباسهن إشارة إلى صونهن وتخدرهن.

التفسير القيم لابن القيم 751 هـ :

الصواب: أنها الفرش نفسها، ودلت على النساء لأنها محلهن غالبا. والظاهر: أن المراد أنشأهن الله تعالى في الجنة إنشاء. ويدل عليه وجوه: أحدها...

أنه سبحانه قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} وهذا ظاهر: أنه إنشاء أول لا ثان. لأنه سبحانه حيث يريد الإنشاء الثاني يقيده بذلك كقوله: {وأن عليه النشأة الأخرى} [الندم: 47] وقوله: {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} [الواقعة: 62]. الثالث: إن الخطاب بقوله: {وكنتم أزواجا ثلاثة} [الواقعة: 7] إلى آخره: للذكور والإناث. والنشأة الثانية أيضا عامة للنوعين. وقوله: {إنا أنشأناهن إنشاء} ظاهره اختصاصهن بهذا الإنشاء. وتأمل تأكيده بالمصدر. والحديث لا يدل على اختصاص العجائز المذكورات بهذا الوصف، بل يدل على مشاركتهن للحور العين في هذه الصفات المذكورة. فلا يتوهم انفراد الحور العين عنهن بما ذكر من الصفات، بل هي أحق به منهن فالإنشاء واقع على الصنفين...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والإِنشاء: الخَلق والإِيجاد فيشمل إعادة ما كان موجوداً وعُدم، فقد سمّى الله الإِعادة إنشاء في قوله تعالى: {ثم الله ينشئ النشأة الآخرة} [العنكبوت: 20].