تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ} (35)

الآية 35 وقوله تعالى : { إنا أنشأناهن إنشاء } قال الأصم وغيره : إن هذا صلة قوله : { وحور عين } { كأمثال اللؤلؤ المكنون } [ الآيتان : 22 و23 ] كأنه قاله{[20449]} على إثره

وقال القتبي : إنه لما ذكر على إثر قوله تعالى : { وفرش مرفوعة } { إنا أنشأناهن إنشاء } دل أن الفرش كناية عن الأزواج ؛ إذ هن اللواتي{[20450]} تفرش ، وواحدة الفرش فريش .

وقيل : قد استفرشت الناقة إذا اشتهت الجمل .

والأشبه أن يكون هذا على صلة { وحور عين } { كأمثال اللؤلؤ المكنون } إذ ذكر قوله{[20451]} : { وحور عين } على [ إثر ذكر ]{[20452]} المجالس والزوجات ، فلا{[20453]} معنى لذكرهن في هذا الموضع .

وقوله تعالى : { إنا أنشأناهن إنشاء } أي أنشأناهن في الابتداء على هيئة الإستمتاع ، ليس كنساء الدنيا ، وهو كما ذكرنا في قوله في صفة الفواكه أنها غير مقطوعة ولا ممنوعة ، أي أنها تخرج أول ما تخرج [ مهيئة للأكل ]{[20454]} لا كثمار الدنيا .


[20449]:في الأصل و م: قال.
[20450]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل و م: اللؤلؤ.
[20451]:أدرج قبلها في الأصل و م: في
[20452]:في الأصل و م: ذكر إثر.
[20453]:الفاء ساقطة من الأصل و م.
[20454]:في الأصل و م: على هيئة الأكل.