في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا} (5)

لقد كان ما كان لها( بأن ربك أوحى لها ) . . وأمرها أن تمور مورا ، وأن تزلزل زلزالها ، وأن تخرج أثقالها ! فأطاعت أمر ربها( وأذنت لربها وحقت ) . . تحدث أخبارها . فهذا الحال حديث واضح عما وراءه من أمر الله ووحيه أليها . .

وهنا و " الإنسان " مشدوه مأخوذ ، والإيقاع يلهث فزعا ورعبا ، ودهشة وعجبا ، واضطرابا ومورا . . هنا و " الإنسان " لا يكاد يلتقط أنفاسه وهو يتساءل : مالها مالها ? هنا يواجه بمشهد الحشر والحساب والوزن والجزاء :

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا} (5)

{ أوحى لها } : ألهمها .

فهو الذي أرادها أن تهتزّ وتضطرِب وتدمّرِ كل شيء ، وهي منقادةٌ لأمره .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا} (5)

قوله تعالى : { بأن ربك أوحى لها } أي إنها تحدث أخبارها ، أوحي اللّه " لها " ، أي إليها . والعرب تضع لام الصفة موضع " إلى " . قال العجاج يصف الأرض :

وَحَى لها القَرَارَ فاستقرَّتِ *** وشَدَّها بالراسياتِ الثُّبَّتِ

وهذا قول أبي عبيدة : { أوحى لها } أي إليها . وقيل : { أوحى لها } أي أمرها ؛ قاله مجاهد . وقال السدي : { أوحى لها } أي قال لها . وقال : سخرها . وقيل : المعنى يوم تكون الزلزلة ، وإخراج الأرض أثقالها ، تحدث الأرض أخبارها ، ما كان عليها من الطاعات والمعاصي ، وما عمل على ظهرها من خير وشر . وروي ذلك عن الثوري وغيره .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا} (5)

{ بأن ربك أوحى لها } الباء سببية متعلقة بتحدث ، أي : تحدث بسبب أن الله أوحى لها ، ويحتمل أن يكون بأن الله أوحى لها بدلا من إخبارها ، وهذا كما تقول : حدثت كذا وحدثت بكذا ، والمعنى على هذا تحدث بحديث الوحي لها ، وهذا الوحي يحتمل أن يكون إلهاما أو كلاما بواسطة الملائكة ، ولها بمعنى إليها ، وقيل : معناه أوحى إلى الملائكة من أجلها وهذا بعيد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا} (5)

ولما كان من المقرر أنه لا يكون شيء إلا بإذنه تعالى ، وكان قد بنى الأفعال لما لم يسم فاعله ، فكان الجاهل ربما خفي عليه فاعل ذلك قال : { بأن } أي تحدث بسبب أن { ربك } أي المحسن إليك بإحقاق الحق وإزهاق الباطل لإعلاء شأنك { أوحى } وعدل عن حرف النهاية إيذاناً بالإسراع في الإيحاء فقال : { لها * } أي بالإذن في التحديث المذكور بالحال أو المقال .