والباء في قوله { بأن ربك } إما أن تتعلق ب { تحدث } ، والإيحاء بمعنى الأمر ، أي تحدث بسبب أن ربك أمرها بالتحديث . ومفعول { تحدث } محذوف ، أي تحدث الناس ، أو متروك ؛ لأن المقصود تحديثها لا من تحدثه . وقيل : تحديثها بأن ربك أوحى لها تحديث بأخبارها كما تقول : " نصحتني كل النصيحة بأن نصحتني في الدين " . وقيل : بدل من { أخبارها } ؛ لأنك تقول : حدثته كذا وحدثته بكذا . وأوحى لها بمعنى أوحى إليها ، وهو مجاز عند صاحب الكشاف وأبي مسلم ، كأنها بلسان الحال تبين لكل أحد جزاء عمله ، أو تحدث أن الدنيا قد انقضت ، والآخرة قد أقبلت . والجمهور على أنه تعالى يجعل الأرض ذات فهم ونطق ، ويعرفها جميع ما عمل عليها ، فحينئذ تشهد لمن أطاع وعلى من عصى . وكان علي رضي الله عنه إذا فرغ بيت المال صلى فيه ركعتين ، ويقول : اشهدي أني ملأتك بحق وفرغتك بحق . وقيل : لفظ التحديث يفيد الاستئناس ، فعل الأرض تبث شكواها إلى أولياء الله وملائكته ، وقالت المعتزلة : إن الله تعالى يخلق في الأرض - وهي جماد - أصواتاً مقطعة مخصوصة ، فيكون المتكلم والشاهد على أن التقدير هو الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.