في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

18

وبمناسبة هذه الإشارة إلى الغنيمة الحاضرة ، والغنيمة التي قد أحاط الله بها ، وهم في انتظارها ، يقرر لهم أنهم منصورون ؛ وأن الصلح في هذا العام لم يكن لأنهم ضعاف ، أو لأن المشركين أقوياء . ولكنه تم لحكمة يريدها . ولو قاتلهم الذين كفروا لهزموا . فتلك سنة الله حيثما التقى المؤمنون والكافرون في موقعة فاصلة :

( ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ، ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا . سنة الله التي قد خلت من قبل ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ) . .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

ثم بين الله تعالى أنه لو قاتلكم أهل مكة ولم يصالحوكم في الحديبية لانهزموا

ولم يجدوا من ينصرهم أو يدافع عنهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

{ ولو قاتلكم الذين كفروا } أي أهل مكة لو قاتلوكم عام الحديبية { لولوا الأدبار } لانهزموا عنك ولنصرت عليهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

قوله تعالى : " ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار " قال قتادة : يعني كفار قريش في الحديبية . وقيل : " ولو قاتلكم " غطفان وأسد والذين أرادوا نصرة أهل خيبر ، لكانت الدائرة عليهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

قوله : { ولو قاتلكم الذين كفروا لولّوا الأدبار } يخبر الله عباده المؤمنين من أهل بيعة الرضوان : أنه لو قاتلكم الكافرون لولوا على أدبارهم هاربين منهزمين { ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا } لا يجد هؤلاء الهاربون المنهزمون الذين ولوكم أدبارهم وأعجازهم {[4264]} وليا يواليهم ضدكم ولا نصيرا يؤيدهم أو يعينهم عليكم ، فإن الله معكم ولن يخذلكم .

ويستفاد من الآية أن الغلبة دائما للمسلمين الصادقين المتقين . وذلكم قضاء إلهي حكم الله فيه أن تكون الدائرة على الكافرين المعتدين ، الذين يعتدون على المسلمين الصالحين . فكلما تربص المجرمون بالمسلمين ظلما واضطغانا أو عزموا على النيل منهم وإيذائهم بالباطل والعدوان ، رد الله كيدهم في نحورهم وهيأ لهم من أسباب البطش والانتقام ما يدمر عليهم أو يدفع مكائدهم واعتداءاتهم ، إلا أن يكون المسلمون لاهين غافلين موغلين في النسيان واللهو وزينة الحياة الدنيا . أو مزقهم الانشقاق والخلافات ما بينهم فكانوا مفرقين أشتاتا . أولئك لا يجد الكافرون المعتدون ما يحول دون الانقضاض عليهم لتدميرهم والقضاء عليهم .


[4264]:أعجاز: جمع عجز، بضم الجيم، والعجز من كل شيء مؤخرة. والعجزة للمرأة. انظر المصباح المنير جـ 2 ص 42.