{ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا( 22 ) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ( 23 ) } .
عبارة الآيتين واضحة أيضا : وهي استمرار للخطاب الموجه إلى المؤمنين في الآيتين السابقتين لهما مباشرة ؛ حيث تؤذنانهم بأن الكفار لو قاتلوهم لولوا الأدبار ، ولما وجدوا لهم وليا ولا نصيرا ينصرونهم من الله . وبأن هذه هي سنة الله التي جرت من قبل ولن يكون لها تبديل بالنسبة إليهم .
والآيتان والحالة هذه جزء من السياق . وقد استهدفتا ما استهدفته الآيات السابقة من تثبيت وتطمين .
ومن المفسرين من قال : إن { الذين كفروا } هم أهل مكة{[1953]} ومنهم من قال : إنهم أهل خيبر أو بني أسد وغطفان الذين كانوا يريدون الإغارة على المدينة{[1954]} ، والمتبادر أن القول الأول هو الأوجه لأن الآيات في صدد وقائع سفرة الحديبية .
وقد يكون فيهما تقرير كون الكفار لو قاتلوهم لكانوا في موقف الباغي المعتدي . وقد جرت سنة الله على أن تدور الدائرة على البغاة المعتدين وأن ينصر من ينصره وينصر دينه ، وهو ما تكرر تقريره ووعده في آيات في سور سبق تفسيرها .
وواضح من هذا أن في الآيتين تطمينا مستمر المدى والتلقين للمؤمنين بأنهم منصورون على الكفار إذا قاتلوهم في آي ظرف ومكان . وهو ما تكرر توكيده في آيات عديدة مكية ومدنية . وما يظل يمد المؤمنين بفيض من القوة الروحية التي تضاعف قوتهم . وطبيعي أن يكون ذلك رهنا بصدقهم في قتال أعدائهم وإعداد ما يستطيعون من قوة . وبذلهم من أموالهم دون بخل ولا تقصير . وهو ما تكرر التنبيه عليه في آيات في سور سبق تفسيرها كذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.