التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

قوله : { ولو قاتلكم الذين كفروا لولّوا الأدبار } يخبر الله عباده المؤمنين من أهل بيعة الرضوان : أنه لو قاتلكم الكافرون لولوا على أدبارهم هاربين منهزمين { ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا } لا يجد هؤلاء الهاربون المنهزمون الذين ولوكم أدبارهم وأعجازهم {[4264]} وليا يواليهم ضدكم ولا نصيرا يؤيدهم أو يعينهم عليكم ، فإن الله معكم ولن يخذلكم .

ويستفاد من الآية أن الغلبة دائما للمسلمين الصادقين المتقين . وذلكم قضاء إلهي حكم الله فيه أن تكون الدائرة على الكافرين المعتدين ، الذين يعتدون على المسلمين الصالحين . فكلما تربص المجرمون بالمسلمين ظلما واضطغانا أو عزموا على النيل منهم وإيذائهم بالباطل والعدوان ، رد الله كيدهم في نحورهم وهيأ لهم من أسباب البطش والانتقام ما يدمر عليهم أو يدفع مكائدهم واعتداءاتهم ، إلا أن يكون المسلمون لاهين غافلين موغلين في النسيان واللهو وزينة الحياة الدنيا . أو مزقهم الانشقاق والخلافات ما بينهم فكانوا مفرقين أشتاتا . أولئك لا يجد الكافرون المعتدون ما يحول دون الانقضاض عليهم لتدميرهم والقضاء عليهم .


[4264]:أعجاز: جمع عجز، بضم الجيم، والعجز من كل شيء مؤخرة. والعجزة للمرأة. انظر المصباح المنير جـ 2 ص 42.