في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (29)

وعند هذا الحد من عرض تناقضهم في دعوى الشرك المتهافتة ، يكشف عن العلة الأصلية في هذا التناقض المريب : إنه الهوى الذي لا يستند على عقل أو تفكير :

( بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم . فمن يهدي من أضل الله ? وما لهم من ناصرين ) . .

والهوى لا ضابط له ولا مقياس . إنما هو شهوة النفس المتقلبة ونزوتها المضطربة ، ورغباتها ومخاوفها . وآمالها ومطامعها التي لا تستند إلى حق ولا تقف عند حد ولا تزن بميزان . وهو الضلال الذي لا يرجى عمه هدى ، والشرود الذي لا ترجى معه أوبة : ( فمن يهدي من أضل الله ? )نتيجة لاتباعه هواه ? ( وما لهم من ناصرين )يمنعونهم من سوء المصير .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (29)

ثم بيّن الله أن المشركين إنما عبدوا غيره سَفَهاً من أنفسهم وجهلاً بغير علم ، فقال :

{ بَلِ اتبع الذين ظلموا أَهْوَآءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ الله } ؟ لا أحد . . . .

{ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } : ليس لهم من يشفع لهم ويدفع عنهم عذابَهُ يومَ القيامة .