تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (29)

الآية 29 وقوله تعالى : { بل ابتع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم } يحتمل قوله : { الذين ظلموا } أنفسهم حين( {[16003]} ) لم يستعملوها في ما أمروا بالاستعمال فيه ، بل صرفوها إلى غير ما أمروا بالاستعمال فيه ، وظلموا حجج الله وآياته وبراهينه حين( {[16004]} ) لم يتبعوها ، ولم يضعوها موضعها حيث وضعت .

وقوله تعالى : { أهواءهم } في عبادتهم الأصنام وصرفها عن الله على من لا يستحق العبادة والشكر ، وذلك لهواهم لأنه ليس معهم حجة ولا برهان كقوله : { ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا } [ الحج : 71 ] أي حجة وبرهانا .

وقوله تعالى : { فمن يهدي من أضل الله } أي [ لا أحد ]( {[16005]} ) سوى الله يهدي من أضله الله ، أي من آثر( {[16006]} ) الضلال ، واختاره ، أضله الله : لا يهديه( {[16007]} ) سواه { وما لهم من ناصرين } ينصرونهم( {[16008]} ) في دفع عذاب الله عن أنفسهم . أو { وما لهم من ناصرين } أي من مانعين ، يمنعونهم( {[16009]} ) عن عذاب الله والله أعلم .


[16003]:في الأصل وم: حيث.
[16004]:في الأصل وم: حيث.
[16005]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم:أحد.
[16006]:في الأصل وم: يؤثر.
[16007]:في الأصل وم: يهدي.
[16008]:في الأصل وم: ينصرهم.
[16009]:في الأصل وم: يمنعهم.