التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (29)

قوله : { بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي ما أشرك هؤلاء المشركون في عبادة الله آلهة وأندادا أخرى إلا لظلمهم أنفسهم واتباعهم أهواءهم . فهم لا يعقلوا الآيات ولم يتدبروا الحجج والبرهان ولم يتفكروا تمام التفكر وإنما اتبعوا في ذلك أهواءهم الضالة العمياء .

قوله : { فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ } من ذا الذي يسدّد للرشاد ويوفق للإسلام ويهدي للحق والصواب ، من أضله الله فليس له من هاد سوى الله { وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ } أي ليس لمن أضله الله من ناصر ينصره فيستنقذه من الخسران وسوء المصير . {[3604]}


[3604]:فتح القدير ج 3 ص 212/223، وتفسير الطبري ج 21 ص 24-26 وتفسير ابن كثير ج 3 ص 431.