في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

69

فقاده الغضب إلى شاطىء البحر حيث ركب سفينة مشحونة . وفي وسط اللجة ناوأتها الرياح والأمواج . وكان هذا إيذاناً عند القوم بأن من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه لأنه ارتكب خطيئة . وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

الثانية- قوله تعالى : " إذ أبق " قال المبرد : أصل أبق تباعد ؛ ومنه غلام آبق . وقال غيره : إنما قيل ليونس أبق ؛ لأنه خرج بغير أمر الله عز وجل مستترا من الناس . " إلى الفلك المشحون " أي المملوءة " والفلك " يذكر ويؤنث ويكون واحدا وجمعا وقد تقدم{[13304]} . قال الترمذي الحكيم : سماه آبقا لأنه أبق عن العبودية ، وإنما العبودية ترك الهوى وبذل النفس عند أمور الله ، فلما لم يبذل النفس عندما اشتدت عليه العزمة من الملك حسبما تقدم بيانه في " الأنبياء " ، وآثر هواه لزمه اسم الآبق ، وكانت عزمة الملك في أمر الله لا في أمر نفسه ، وبحظ حق الله لا بحظ نفسه ، فتحرى يونس فلم يصب الصواب الذي عند الله فسماه آبقا ومليما .


[13304]:راجع ج 2 ص 194 طبعة ثانية.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

{ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } { أَبَقَ } يعني هرب ، من الإباق ، وهو الهرب أو الفرار{[3979]} . وقد قيل ليونس أبق ، بسبب خروجه بغير أمر الله جل وعى مستترا من الناس { إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } أي السفينة المملوءة بالأمتعة .


[3979]:مختار الصحاح ص 2 وأساس البلاغة ص 10