في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ} (16)

( فعال لما يريد ) . . هذه صفته الكثيرة التحقق ، الدائبة العمل . . فعال لما يريد . . فهو مطلق الإرادة ، يختار ما يشاء ؛ ويفعل ما يريده ويختاره ، دائما أبدا ، فتلك صفته سبحانه .

يريد مرة أن ينتصر المؤمنون به في هذه الأرض لحكمة يريدها . ويريد مرة أن ينتصر الإيمان على الفتنة وتذهب الأجسام الفانية لحكمة يريدها . . يريد مرة أن يأخذ الجبارين في الأرض . ويريد مرة أن يمهلهم لليوم الموعود . . لحكمة تتحقق هنا وتتحقق هناك ، في قدره المرسوم . .

فهذا طرف من فعله لما يريد . يناسب الحادث ويناسب ما سيأتي من حديث فرعون وثمود . وتبقى حقيقة الإرادة الطليقة والقدرة المطلقة وراء الأحداث ووراء الحياة والكون تفعل فعلها في الوجود . فعال لما يريد . . وهاك نموذجا من فعله لما يريد .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ} (16)

{ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } أي : مهما أراد شيئًا فعله ، إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون ، وليس أحد فعالًا لما يريد إلا الله .

فإن المخلوقات ، ولو أرادت شيئًا ، فإنه لا بد لإرادتها من معاون وممانع ، والله لا معاون لإرادته ، ولا ممانع له مما أراد .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ} (16)

{ فعال لما يريد } لا يعجزه شيء يريده ولا يمتنع منه شيء طلبه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ} (16)

" فعال لما يريد " أي لا يمتنع عليه شيء يريده . الزمخشري : " فعال " خبر ابتداء محذوف . وإنما قيل : " فعال " لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة . وقال الفراء : هو رفع على التكرير والاستئناف ؛ لأنه نكرة محضة . وقال الطبري : رفع " فعال " وهي نكرة محضة على وجه الاتباع لإعراب " الغفور الودود " . وعن أبي السفر{[15914]} قال : دخل ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر رضي الله عنه يعودونه فقالوا : ألا نأتيك بطبيب ؟ قال : قد رآني ! قالوا : فما قال لك ؟ قال : قال : إني فعال لما أريد .


[15914]:هو سعيد بن يحمد الهمداني.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ} (16)

ولما كان الاختصاص {[72526]}يدل قطعاً{[72527]} على كمال القدرة ، أنتج ذكر هذه الاختصاصات قوله : { فعّال } أي على سبيل التكرار والمبالغة { لما يريد * } لا يؤده شيء من الأفعال سواء كانت منسوبة إليه من غير واسطة {[72528]}أو نسبت{[72529]} في الظاهر إلى غيره .


[72526]:من ظ و م، وفي الأصل: قطعا يدل.
[72527]:من ظ و م، وفي الأصل: قطعا يدل.
[72528]:من م، وفي الأصل: وأنسب، وفي ظ: ونسب.
[72529]:من م، وفي الأصل: وأنسب، وفي ظ: ونسب.