السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ} (16)

{ فعالٌ } أي : على سبيل التكرار والمبالغة { لما يريد } قال القفال : أي : يفعل ما يريد على ما يراه لا يعترض عليه أحد ، ولا يغلبه غالب فيدخل أولياءه الجنة لا يمنعه مانع ، ويدخل أعداءه النار لا ينصرهم منه ناصر ، ويمهل العصاة على ما يشاء إلى أن يجازيهم ، ويعاجل بعضهم بالعقوبة إذا شاء ، فهو يفعل ما يريد .

وعن أبي اليسر : دخل ناس من الصحابة على أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه يعودونه فقالوا : ألا نأتيك بطبيب ؟ قال : قد رآني . قالوا : فماذا قال لك ؟ قال : إني فعال لما أريد . وقال الزمخشري : فعال خبر مبتدأ محذوف ، وإنما قال فعال لأنّ ما يريد ويفعل في غاية الكثرة . وقال الطبري : رفع فعال وهو نكرة محضة على وجه الإتباع لإعراب الغفور الودود .

تنبيه : دلت هذه الآية أنّ جميع أفعال العباد مخلوقة لله تعالى . قال بعضهم : ودلت على أنّ الله تعالى لا يجب عليه شيء لأنها دالة على أنه يفعل ما يريد .