فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ} (16)

{ فعال لما يريد } من الإبداء والإعادة ، قال عطاء لا يعجز عن شيء يريده ولا يمتنع منه شيء طلبه ، وارتفاع فعال على أنه خبر مبتدأ محذوف ، قال الفراء : هو رفع على التكرير والاستئناف لأنه نكرة محضة ، قال ابن جرير : رفع فعال وهو نكرة محضة على وجه الإتباع لإعراب { الغفور الودود } .

وإنما قال : " فعال " لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة ، والإرادة هنا تكوينية فيكون فيه دلالة على خلق أفعالهم ، وختم به الصفات لأنه كالنتيجة للأوصاف السابقة .

قال الكرخي : نكره لضرب من التعظيم تتلاشى عنده الأوهام والعقول ، قال بعضهم : وفيه دلالة على أنه لا يجب عليه شيء لأنها دالة على أن فعله بحسب إرادته ،