تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ} (16)

الآية 16 : وقوله تعالى : { فعال لما يريد } [ يحتمل وجهين :

أحدهما : أن ]{[23429]} ما يريد تكوينه يكون{[23430]} ، فيكون فيه إيجاب القول [ بخلق أفعال ]{[23431]} العباد ، وأنه شاء لكل أحد ما علم أنه يكون منه لأنه امتدح ، جل وعلا ، بالفعل لما يريد . ولو لم يثبت له صنع في أفعال العباد لكان لا يختص بهذا الامتداح ، بل يكون كل واحد مستوجبا لهذا المدح ، فثبت أن كون حقائق الأشياء بما لله تعالى فيه صنع .

والثاني : أن إحداث شيء في سلطان آخر وفي مملكته من حيث لا يشاؤه ، ولا يريده آية الضعف والقهر ، ومن ذلك وصفه لم يجز أن يكون ربا . لذلك لزم وصف الله تعالى بذلك .

وجائز أن يكون قوله تعالى : { فعال لما يريد } أي البعث ، هو أنه أنشأ هذا الخلق للعاقبة . وهكذا فعل كل مختار أنه يقصد بفعله العاقبة لا{[23432]} أن يكون جاهلا بها .


[23429]:في الأصل وم: أي.
[23430]:في الأصل وم: بكونه.
[23431]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل.
[23432]:في الأصل وم: إلا.