في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

وما كان للمؤمنين من ذنب عندهم ولا ثأر : ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد . الذي له ملك السماوات والأرض . والله على كل شيء شهيد ) . . فهذه جريمتهم أنهم آمنوا بالله ، العزيز : القادر على ما يريد ، الحميد : المستحق للحمد في كل حال ، والمحمود بذاته ولو لم يحمده الجهال ! وهو الحقيق بالإيمان وبالعبودية له .

/خ9

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

والحال أنهم ما نقموا من المؤمنين إلا خصلة{[1395]}  يمدحون عليها ، وبها سعادتهم ، وهي أنهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد أي : الذي له العزة التي قهر بها كل شيء ، وهو حميد في أقواله وأوصافه وأفعاله .


[1395]:- في ب: حالة.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

{ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله } أي : ما أنكر الكفار على المؤمنين إلا أنهم آمنوا بالله وهذا لا ينبغي أن ينكر فإن قيل : لم قال : { أن يؤمنوا } بلفظ المضارع ولم يقل : { آمنوا } بلفظ الماضي لأن القصة قد وقعت ؟ فالجواب أن التعذيب إنما كان على دوامهم على الإيمان ولو كفروا في المستقبل لم يعذبوهم فلذلك ذكره بلفظ المستقبل فكأنه قال : إلا أن يدوموا على الإيمان .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

ولما كان هذا الفعل العظيم لا يكون من عاقل إلا لسبب{[72485]} يليق به ، بين أنه إنما هو لسبب يبعد منه ، فقال على طريقة{[72486]} :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب

{ وما نقموا } أي أنكروا وكرهوا { منهم } من الحالات وكان ديناً لهم ونقصاً فيهم { إلا أن يؤمنوا } أي يجددوا الإيمان مستمرين عليه { بالله } أي الملك الأعلى الذي له جميع صفات الكمال .

ولما كان ربما أوهم ترك معالجته سبحانه لهم لكونهم يعذبون من آمن به لأجل الإيمان به ما لا-{[72487]} يليق ، نفى ذلك بقوله واصفاً له بما يحقق وجوب العبادة له وتفرده بها : { العزيز } أي الذي يغلب من أراد ولا يغلبه شيء ، فلا يظن إمكانه من أهل ولايته لعجز ، بل هو يبتليهم ليعظم{[72488]} أجورهم ويعظم عقاب أعدائهم ويعظم الانتقام منهم { الحميد * } أي المحيط بجميع صفات الكمال ، فهو يثيب من أصيب فيه أعظم ثواب ، وينتقم ممن آذاه بأشد العذاب ،


[72485]:من م، وفي الأصل و ظ: سبب.
[72486]:زيد بعده في الأصل: الإعجاب ولا عجيب فيهم غير أن سبق فيهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72487]:زيد من ظ و م.
[72488]:من ظ و م، وفي الأصل: لعظم.