الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

قوله : { وَمَا نَقَمُواْ } : العامَّةُ على فتح القافِ ، وزيد بن علي وأبو حيوةَ وابنُ أبي عبلة بكسرِها . وقد تقدَّم معنى ذلك في المائدة .

وقوله : { إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ } كقولِه في المعنى :

ولا عَيْبَ فيها غيرَ شُكْلَةِ عَيْنِها *** كذاك عِتاقُ الطيرِ شُكْلٌ عُيونُها

وكقولِ قيس الرقيات :

ما نَقِموا من بني أُمَيَّةَ إلاَّ *** أنَّهم يَحْلُمُون إنْ غَضِبوا

يعني : أنهم جعلوا أحسنَ الأشياء قبيحاً . وتقدَّم الكلامُ على محلِّ " أَنْ " أيضاً في سورة المائدة .

وقوله : { أَن يُؤْمِنُواْ } أتى بالفعلِ المستقبلِ تنبيهاً على أنَّ التعذيبَ إنما كان لأَجْلِ إيمانِهم في المستقبلِ ، ولو كفروا في المستقبلِ لم يُعَذَّبُوا على ما مضى من الإِيمان .