فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

{ وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ } أي ما أنكروا عليهم ، ولا عابوا منهم { إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بالله العزيز الحميد } أي إلا أن صدّقوا بالله الغالب المحمود في كل حال . قال الزجاج : ما أنكروا عليهم ذنباً إلا إيمانهم ، وهذا كقوله : { هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بالله } [ المائدة : 59 ] وهذا من تأكيد المدح بما يشبه الذم ، كما في قوله :

لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم *** يسلو عن الأهل والأوطان والحشم

وقول الآخر :

ولا عيب فيها غير شكلة عينها *** كذاك عتاق الطير شكلاً عيونها

قرأ الجمهور : { نَقَمُوا } بفتح النون ، وقرأ أبو حيوة بكسرها ، والفصيح الفتح .

/خ22