السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

{ وما نقموا } أي : وما أنكروا وكرهوا { منهم } من الخلات وكان ذنباً ونقصاً { إلا أن يؤمنوا } أي : يجدّدوا الإيمان مستمرّين عليه { بالله } أي : الذي له الكمال كله { العزيز } في ملكه الذي يغلب من أراد ولا يغلبه شيء . { الحميد } أي : المحيط بجميع صفات الكمال ، فهو يثيب من أطاعه أعظم ثواب وينتقم ممن عصاه بأشدّ العذاب . وهذا استثناء على طريقة قول القائل :

ولا عيب فيهم غير أنَّ سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب

أي : من ضرابها ، والكتائب بالتاء المثناة : جمع كتيبة وهي الجيش ، وقال ابن الرقيات :

ما نقموا من بني أمية إلا *** أنهم يحلمون إن غضبوا

ونظيره قوله تعالى : { هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله } [ المائدة : 59 ] .