فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

{ وما نقموا منهم } قرأ الجمهور نقموا بفتح النون ، وقرئ بكسرها والفصيح الفتح في المختار نقم الأمر كرهه ، وبابه ضرب ونقم من باب فهم لغة أي ما أنكروا عليهم ولا عابوا منهم { إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } إلا أن صدقوا بالله الغالب المحمود في كل حال ، قال الزجاج ما أنكروا عليهم ذنبا إلا إيمانهم ، وهذا كقوله { هل تنقمون منا إلا أن آمنا بآيات ربنا } وهذا من تأكيد المدح بما يشبه الذم كما في قوله :

لا عيب فيهم سوى أن التنزيل بهم *** يسلو عن الأهل والأوطان والحشم

وقول الآخر :

ولا عيب فيها غير شكلة عينها *** كذاك عتاق الطير شكلا عيونها

وقول الآخر :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب