البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

وقرأ الجمهور : { نقموا } بفتح القاف ؛ وزيد بن عليّ وأبو حيوة وابن أبي عبلة : بكسرها ، أي ما عابوا ولا أنكروا الإيمان ، كقوله : { هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله } وكقول قيس الرقيات :

ما نقموا من بني أمية إلا *** أنهم يحلمون أن غضبوا

جعلوا ما هو في غاية الحسن قبيحاً حتى نقموا عليه ، كما قال الشاعر :

ولا عيب فيها غير شكلة عينها *** كذاك عتاق الطير شكلاً عيونها

وفي المنتخب : إنما قال { إلا أن يؤمنوا } ، لأن التعذيب إنما كان واقعاً على الإيمان في المستقبل ، ولو كفروا في المستقبل لم يعذبوا على ما مضى ، فكأنه قال : إلا أن يدعوا على إيمانهم . انتهى .