اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

قوله : { وَمَا نَقَمُواْ } ، العامة ، على فتح القاف .

وزيدُ بن عليٍّ{[59773]} ، وأبو حيوة ، وابن أبي عبلة : بكسرها ، والفصيح : الفتح . وقد تقدم ذلك في سورة «المائدة »{[59774]} و «براءة »{[59775]} .

والمعنى : ما نقم الملك وأصحابه من الذين حرَّقوهم { إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ } إلاَّ أن صدقوا بالله ؛ كقوله : [ الطويل ]

5155- ولا عَيْبَ فِيهَا غَيْرَ شُكلةِ عَيْنهَا *** كَذاكَ عِتاقُ الطَّيْرِ شُكلٌ عُيونُهَا{[59776]}

وكقول ابن الرقيَّات : [ المنسرح ]

5156- ما نَقَمُوا من بَنِي أميَّة إلْ *** لا أنَّهُم يَحْلمُونَ إنْ غَضِبُوا{[59777]}

يعني أنهم جعلوا أحسن الأشياء قبيحاً وتقدم الكلام على محل «أن » أيضاً في سورة «المائدة » .

وقوله تعالى : { أَن يُؤْمِنُواْ } أتى بالفعل المستقبل تنبيهاً على أنَّ التعذيب إنما كان لأجل إيمانهم في المستقبل ، ولو كفروا في المستقبل لم يعذبوا على ما مضى من الإيمان ، فكأنه قيل : أن يدوموا على إيمانهم ، و«العَزِيز » هو الغالب المنيع ، «الحميد » : المحمود في كل حال .


[59773]:ينظر: الكشاف 4/732، والمحرر الوجيز 8/462، والبحر المحيط 8/444، والدر المصون 6/503.
[59774]:?????
[59775]:آية 59.آية 74.
[59776]:ينظر اللسان (شكل)، والبحر 8/444، والدر المصون 6/503.
[59777]:ينظر ديوانه ص 4، وسمط اللآلىء 1/295، ومجاز القرآن 1/170، والكشاف 4/731، واللسان (نقم)، والبحر 8/444، والدر المصون 6/503.