في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

فإذا انتهى مشهد التأنيب للمجرمين ، اتجه الخطاب بالتكريم للمتقين :

( إن المتقين في ظلال وعيون ، وفواكه مما يشتهون . كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون . إنا كذلك نجزي المحسنين . ويل يومئذ للمكذبين ! ) . .

إن المتقين في ظلال . . ظلال حقيقية في هذه المرة ! لا ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب ! وفي عيون من ماء لا في دخان خانق يبعث الظمأ الحرور :

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

لما ذكر عقوبة المكذبين ، ذكر ثواب{[1]}  المحسنين ، فقال : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ } [ أي : ] للتكذيب ، المتصفين بالتصديق في أقوالهم وأفعالهم وأعمالهم ، ولا يكونون كذلك إلا بأدائهم الواجبات ، وتركهم المحرمات .

{ فِي ظِلَالٍ } من كثرة الأشجار المتنوعة ، الزاهية البهية . { وَعُيُونٍ } جارية من السلسبيل ، والرحيق وغيرهما .


[1]:- هذا التنبيه جعله الشيخ -رحمه الله- على غلاف المجلد الأول فصدرت به التفسير كما فعل -رحمه الله-.
   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

قوله تعالى : " إن المتقين في ظلال وعيون " أخبر بما يصير إليه المتقون غدا ، والمراد بالظلال ظلال الأشجار وظلال القصور مكان الظل في الشعب الثلاث . وفي سورة يس " هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون{[15730]} " [ يس : 56 ] .


[15730]:راجع جـ 15 ص 44.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

ولما كان الواقع بعد الفصل قرار كل في داره ، وكان-{[70953]} قد بدأ بالمكذبين لأن التحذير في السورة أعظم ففصلهم عن المصدقين فقال : انطلقوا - إلى آخره ، ثنى بأضدادهم الفريق الناجي المشار إليه في آخر الإنسان بقوله تعالى :{ يدخل من يشاء في رحمته }[ الإنسان : 31 ] فقال مؤكداً لأجل تكذيب الكفار بتلك الدار وبأن يكون المؤمنون أسعد منهم : { إن المتقين } أي الذين كانوا يجعلون بينهم وبين كل ما يغضب الله وقاية مما يرضيه لعراقتهم في هذا الوصف يوم القيامة { في ظلال } هي في الحقيقة الظلال لا-{[70954]} كما تقدم من ظل الدخان ، ولا يشبهها أعلى ظل في الدنيا ولا أحسنه{[70955]} إلا بالاسم ، ودل على-{[70956]} أنها على حقيقتها بقوله : { وعيون * } لأنها تكون عنها الرياض والأشجار الكبار{[70957]} كما دل على أن ذلك الظل المتشعب للتهكم بما ذكر بعده من أوصاف النار ، فهذه العيون تبرد الباطن{[70958]} وتنبت الأشجار المظلة كما أن اللهب يحرّ{[70959]} الظاهر والباطن ويهلك ما قرب منه من شجر و{[70960]}غيره فلا يبقى ولا يذر .


[70953]:زيد من ظ و م.
[70954]:زيد من ظ و م.
[70955]:من ظ و م، وفي الأصل: حسنه.
[70956]:زيد من م.
[70957]:زيد من ظ و م.
[70958]:من ظ و م، وفي الأصل: الباطل.
[70959]:من ظ و م، وفي الأصل: يحرق.
[70960]:من ظ و م، وفي الأصل: أو.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

قوله تعالى : { إن المتقين في ظلال وعيون 41 وفواكه مما يشتهون 42 كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون 43 إنا كذلك نجزي المحسنين 44 ويل يومئذ للمكذبين 45 كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون 46 ويل يومئذ للمكذبين 47 وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون 48 ويل يومئذ للمكذبين 49 فبأيّ حديث بعده يؤمنون } .

ذلك إخبار من الله عن عباده المتقين في الجنة وما يتقلّبون فيه من وجوه النعمة والسعادة جزاء بما أسلفوا في الحياة الدنيا من الإيمان ويالقين والإذعان لرب العباد بالخضوع والطاعة . فقال سبحانه : { إن المتقين في ظلال وعيون 41 وفواكه مما يشتهون } أي ينعمون في الجنة بظلها الوارف الظليل ، ومائها المتفجر العذب فمنه يشربون ومن فاكهتها المستطابة يأكلون { كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون } . يقال لهم ذلك وهم في الجنة زيادة لهم في الإسعاد والتكريم .