في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (54)

26

( فاستخف قومه فأطاعوه ، إنهم كانوا قوماً فاسقين ) . .

واستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه ؛ فهم يعزلون الجماهير أولاً عن كل سبل المعرفة ، ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها ، ولا يعودوا يبحثون عنها ؛ ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة . ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك ، ويلين قيادهم ، فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين !

ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق ، ولا يمسكون بحبل الله ، ولا يزنون بميزان الإيمان . فأما المؤمنون فيصعب خداعهم واستخفافهم واللعب بهم كالريشة في مهب الريح . ومن هنا يعلل القرآن استجابة الجماهير لفرعون فيقول :

( فاستخف قومه فأطاعوه . إنهم كانوا قوماً فاسقين ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (54)

46

المفردات :

فاستخف قومه : استخف عقولهم فدعاهم إلى الضلال ، فاستجابوا له .

التفسير :

54- { فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين } .

استخف بعقول قومه وأحلامهم واستجهلهم ، فأطاعوه فيما دعاهم إليه من الضلالة ، وإنما أجابوه لفسقهم وخروجهم على طاعة الله ، وعدم تمسكهم بالحق ، فلم يطيعوه عن قناعة ، بل عن رغبة في مشايعة الهوى ، وإيثارا للعاجلة على الآجلة .

قال تعالى : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين } . ( النمل : 14 ) .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (54)

قال الله تعالى :{ فاستخف قومه } أي استخف فرعون قومه القبط ، أي وجدهم جهالاً . وقيل : حملهم على الخفة والجهل . يقال : استخف عن رأيه ، إذا حمله على الجهل وأزاله عن الصواب ، { فأطاعوه } على تكذيب موسى . { إنهم كانوا قوماً فاسقين }