في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} (33)

( والذين هم بشهاداتهم قائمون ) . .

وقد ناط الله بأداء الشهادة حقوقا كثيرة ، بل ناط بها حدود الله ، التي تقام بقيام الشهادة . فلم يكن بد أن يشدد الله في القيام بالشهادة ، وعدم التخلف عنها ابتداء ، وعدم كتمانها عند التقاضي ، ومن القيام بها أداؤها بالحق دون ميل ولا تحريف . وقد جعلها الله شهادة له هو ليربطها بطاعته ، فقال : ( وأقيموا الشهادة لله ) . . وجعلها هنا سمة من سمات المؤمنين وهي أمانة من الأمانات ، أفردها بالذكر للتعظيم من شأنها وإبراز أهميتها . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} (33)

19

32- والذين هم بشهاداتهم قائمون .

يؤدون الشهادة احتسابا لوجه الله ، ويؤدونها على وجهها الصحيح ، لما يرتبط بها من أداء الحقوق ، وصيانة الأمانة ، بل الشهادة نفسها أمانة من الأمانات ، وقد أفردها بالذكر لأهميتها .

قال تعالى : وأقيموا الشهادة لله . . . ( الطلاق : 2 ) .

وقال تعالى : ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه . . . ( البقرة : 283 ) .

وقد أمرنا أن نؤدّي الشهادة على وجهها الصحيح ، بدون ميل إلى قريب أو شريف ، أو غني أو فقير ، أو قريب أو حبيب ، إظهارا للصلابة في الدين ، ورغبة في إحياء حقوق المسلمين .

قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا . ( النساء : 135 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} (33)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} (33)

ويؤدّون شهاداتِهم بصِدق .

قراءات :

قرأ حفص : شهاداتهم بالجمع . وقرأ الباقون : شهادتهم بالإفراد .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} (33)

{ والذين هم بشهاداتهم قائمون } يقيمونها ولا يكتمونها

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} (33)

" والذين هم بشهاداتهم قائمون " على من كانت عليه{[15362]} من قريب أو بعيد ، يقومون بها عند الحاكم ولا يكتمونها ولا يغيرونها . وقد مضى القول في الشهادة وأحكامها في سورة " البقرة{[15363]} " . وقال ابن عباس : " بشهاداتهم " أن الله واحد لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله . وقرئ " لأمانتهم " على التوحيد . وهي قراءة ابن كثير وابن محيصن . فالأمانة اسم جنس ، فيدخل فيها أمانات الدين ، فإن الشرائع أمانات ائتمن الله عليها عباده . ويدخل فيها أمانات الناس من الودائع ، وقد مضى هذا كله مستوفى في سورة " النساء{[15364]} " . وقرأ عباس الدوري عن أبي عمرو ويعقوب " بشهاداتهم " جمعا . الباقون " بشهادتهم " على التوحيد ؛ لأنها تؤدي عن الجمع . والمصدر قد يفرد وإن أضيف إلى جمع ، كقوله تعالى : " إن أنكر الأصوات لصوت الحمير{[15365]} " . [ لقمان : 19 ] وقال الفراء : ويدل على أنها " بشهادتهم " توحيدا قوله تعالى : " وأقيموا الشهادة لله " [ الطلاق : 2 ] .


[15362]:زيادة عن الخطيب الشربيني.
[15363]:راجع جـ 3 ص 415.
[15364]:راجع جـ 5 ص 255.
[15365]:راجع جـ 14 ص 71.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} (33)

{ والذين هم بشهادتهم قائمون } قال ابن عباس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وقال الجمهور : يعني الشهادة عند الحكام ثم اختلف على هذا في معنى القيام بها فقيل : هو التحقيق لها كقوله صلى الله عليه وسلم : " على مثل الشمس فاشهدوا " وقيل : هو المبادرة إلى أدائها من غير امتناع فأما إن دعي الشاهد إلى الأداء فهو واجب عليه وأما إذا لم يدع إلى الأداء فالشهادة على ثلاثة أقسام :

أحدها : حقوق الناس ، فلا يجوز أداؤها حتى يدعوه صاحب الحق إلى ذلك .

والثاني : حقوق الله التي يستدام فيها التحريم كالطلاق والعتق والأحباس ، فيجب أداء الشهادة بذلك دعي أو لم يدع .

الثالث : حقوق الله التي لا يستدام فيها التحريم كالحدود فهذا ينبغي ستره ، حتى يدعى إليه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} (33)

ولما كان أجل العهود والأمانات ما كان بإشهاد قال مبيناً{[68431]} لفضل الشهادة : { والذين هم } أي بغاية ما يكون من توجيه القلوب { بشهاداتهم } التي شهدوا بها أو يستشهدون بها لطلب أو غيره ، وتقديم المعمول{[68432]} إشارة إلى أنهم في فرط قيامهم بها ومراعاتهم لها كأنهم لا شاغل لهم سواها{[68433]} { قائمون * } أي يتحملونها ويؤدونها على غاية التمام والحسن أداء من هو متهيىء لها واقف في انتظارها .


[68431]:- في الأصل وظ: بيانا.
[68432]:- من ظ وم، وفي الأصل: المعلول.
[68433]:- من ظ وم، وفي الأصل: سواه.