في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

وهي تجري في رعاية الله بملاحظة أعينه . ( جزاء لمن كان كفر ) . وجحد وازدجر . وهو جزاء يمسح بالرعاية على الجفاء ، وبالتكريم على الاستهزاء . ويصور مدى القوة التي يملك رصيدها من يغلب في سبيل الله . ومن يبذل طاقته ، ثم يعود إليه يسلم له أمره وأمر الدعوة ويدع له أن ينتصر ! . . إن قوى الكون الهائلة كلها في خدمته وفي نصرته . والله من ورائها بجبروته وقدرته .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

9

المفردات :

تجري بأعيننا : بحفظنا أو بمرأى منَّا أو بأمرنا .

كُفِر : أي : جحد به ، وهو نوح عليه السلام .

التفسير :

14- { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ } .

تجري السفينة فوق مياه الطوفان ، بحكمتنا وقدرتنا ، وحفظنا وعنايتنا ، وتحت رعايتنا .

لقد استجبنا لعبدنا نوح ، الذي قدّم دعوته دائبا مستمرا ، خلال ألف سنة إلا خمسين عاما ، فقوبل بالكفران والنكران ، والإيذاء والجحود ، فأنقذناه بالسفينة تجري برعايتنا ، جزاء وإكراما لنبي كُذّب وجُحد فضله ، لقد كان نعمة على قومه فكفروها ، وكل نبي نعمة من الله على أمته .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

بأعيننا : بحِفظنا وحراستنا .

تجري على الماء بحِفظ اللهِ ورعايته ، وذلك جزاءً منا لنوحٍ الذي كذّبه قومه ولم يؤمنوا به .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا } بمرأى منا . وكني به عن الحفظ أي تجري في ذلك الماء بحفظنا وكلاءتنا ، وقيل : بأوليائنا يعني نوحاً عليه السلام ومن آمن معه يقال : مات عين من عيون الله تعالى أي ولي من أوليائه سبحانه ، وقيل : بأعين الماء التي فجرناها ، وقيل : بالحفظة من الملائكة عليهم السلام سماهم أعيناً وأضافهم إليه جل شأنه والأول أظهر ، وقرأ زيد بن علي . وأبو السمال بأعينا بالإدغام .

{ جَزَاء لّمَن كَانَ كُفِرَ } أي فعلنا ذلك جزاءاً لنوح عليه السلام فإنه كان نعمة أنعمها الله تعالى على قومه فكفروها وكذا كل نبي نعمة من الله تعالى على أمته ، وجوز أن يكون على حذف الجاء وإيصال الفعل إلى الضمير واستتاره في الفعل بعد انقلابه مرفوعاً أي لمن كفر به وهو نوح عليه السلام أيضاً أي جحدت نبوته ، فالكفر عليه ضد الإيمان ، وعلى الأول كفران النعمة ، وعن ابن عباس . ومجاهد من يراد به الله تعالى كأنه قيل : غضباً وانتصاراً لله عز وجل وهو كما ترى ، وقرأ مسلمة بن محارب كفر بإسكان الفاء خفف فعل كما في قوله

: لو عصر منه البان والمسك ( انعصر ) *** وقرأ يزيد بن رومان . وقتادة . وعيسى { كُفِرَ } مبنياً للفاعل فمن يراد بها قوم نوح عليه السلام لا غير ، وفي هذه القراءة دليل على وقوع الماضي بغير قد خبراً لكان وهو مذهب البصريين وغيرهم يقول لا بد من وقوع قد ظاهرة أو مقدرة ، وجوز أن تكون { كَانَ } زائدة كأنه قيل : جزءاً لمن { كُفِرَ } ولم يؤمن .