في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

16

كانت القيادة - قبل الإسلام - لبني إسرائيل . كانوا هم أصحاب عقيدة السماء التي اختارها الله لتلك الفترة من التاريخ . ولا بد للبشر من قيادة مستمدة من السماء . فالأرض قيادتها هوى أو جهل أو قصور . والله خالق البشر هو وحده الذي يشرع لهم شريعته مبرأة من الهوى فكلهم عباده ، مبرأة من الجهل والقصور فهو الذي خلقهم وهو أعلم بمن خلق ، وهو اللطيف الخبير .

( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ) . .

فكان فيهم التوراة شريعة الله . وكان فيهم الحكم لإقامة الشريعة . وكان فيهم النبوة بعد رسالة موسى وكتابه للقيام على الشريعة والكتاب . وكثر فيهم الأنبياء وتتابعوا فترة طويلة نسبياً في التاريخ .

( ورزقناهم من الطيبات ) . .

فكانت مملكتهم ونبواتهم في الأرض المقدسة ، الطيبة ، الكثيرة الخيرات بين النيل والفرات .

( وفضلناهم على العالمين ) . .

وكان تفضيلهم على أهل زمانهم بطبيعة الحال ؛ وكان مظهر هذا التفضيل الأول اختيارهم للقيادة بشريعة الله ؛ وإيتاءهم الكتاب والحكم والنبوة :

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

16

المفردات :

الكتاب : المراد به التوراة ، أو الكتب التي نزلت على أنبيائهم ، مثل التوراة والزبور والإنجيل .

الحكم : القضاء بين الناس ، أو الفقه في الدين .

وفضلناهم : فضلناهم على عالمي زمانهم الوثنيين .

التفسير :

16- { ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين } .

أنعم الله على بني إسرائيل بالعديد من النعم ، ومن هذه النعم ما يأتي :

( أ ) التوراة وسائر الكتب السماوية السابقة اللاحقة ، كالزبور والإنجيل والصحف ، التي أنزلها الله على رسله ، كما أعطاهم الفهم للدين ولعلوم الشريعة ، وجعل فيهم عددا كبيرا من الأنبياء ، ومنهم من أوتي الملك والنبوة مثل داود وسليمان .

( ب ) رزقهم الله رزقا طيبا كالمن والسلوى والسمك ، وغير ذلك من أرزاق البر والبحر .

( ج ) فضلهم الله على عالمي زمانهم من المشركين ، فلما أنزل الله الرسالة الخاتمة ، وأرسل النبي الخاتم ، انتقلت الأفضلية إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا . . . } ( البقرة : 143 ) .

واليهود يهتمون بذكر تفضيلهم على العالمين ، وعند استعراض آيات القرآن الكريم نجد أن هذا التفضيل كان بسبب إتباعهم لموسى ، وعملهم بتعاليم التوراة وطاعتهم لله ، فلما حرفوا التوراة وخالفوا أمر الله ، غضب الله عليهم ولعنهم ، كما سنجد في الآيات اللاحقة أن الله أعطاهم البينات والمعجزات الواضحة ، مثل فلق البحر ، والآيات التسع التي أعطيت لموسى ، لكنهم اختلفوا طمعا في مناصب الدنيا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

الكتاب : التوراة .

الحكم : الفصل بين الناس وفهم ما في الكتاب .

الطيبات : كل رزق حسن .

يأتي الحديث هنا عن القيادة المؤمنة للبشرية ، وأن هذه القيادة تركّزت أخيراً في الاسم . والله سبحانه يُقسِم بأنه أعطى بني إسرائيلَ التوراةَ والحكم بما فيها النبوة ، ورَزَقَهم من الخيرات المتنوعة وفضّلهم بكثيرٍ من النعم على الخلْق في عصرهم . وأعطاهم دلائلَ واضحةً في أمرِ دينهم .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

شرح الكلمات

{ الكتاب } : أي التوراة لأنها الحاوية للأحكام الشرعية بخلاف الزبور والإنجيل .

{ والحكم } : أي الفصل في القضايا بين المتنازعين على الوجه الذي يحقق العدل .

{ والنبوة ورزقناهم من الطيبات } : أي جعلنا فيهم النبوة كنبوة موسى وهارون وداود وسليمان ، ورزقهم من الطيبات كالمنّ والسلوى وغيرهما .

{ وفضلناهم على العالمين } : أي على عالمي زمانهم من الأمم المعاصرة لهم .

المعنى

ما زال السياق الكريم في طلب الكريم في طلب هداية قوم النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم حالاً شبيهة بحالهم لعلهم يجدون فيها ما يذكرهم ويعظهم فيؤمنوا ويوحدوا قال تعالى : { ولقد آتينا بني إسرائيل } أي أعطينا بني إسرائيل وهم أولاد يعقوب الملقب بإسرائيل وهو ابن اسحق بن إبراهيم خليل الرحمن آتيناهم { الكتاب } التوراة { والحكم } وهو الفقه بأحكام الشرع والإصابة في العمل والحق فيها ثمرة إيمانهم وتقواهم { والنبوة } فجعلنا منهم أنبياء ورسلاً كموسى وهارون ويوسف وداود وسليمان وعيسى ، { وفضلناهم على العالمين } أي على فرعون وقومه من الأقباط ، وعلى من جاور بلادهم من الناس ، وذلك أيام إيمانهم واستقامتهم .

/ذ17

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

وقوله { ورزقناهم من الطيبات } أي المن والسلوى

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

قوله تعالى : " ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب " يعني التوراة . " والحكم والنبوة " الحكم : الفهم في الكتاب . وقيل : الحكم على الناس والقضاء . و " النبوة " يعني الأنبياء من وقت يوسف عليه السلام إلى زمن عيسى عليه السلام . " ورزقناهم من الطيبات " أي الحلال من الأقوات والثمار والأطعمة التي كانت بالشام . وقيل : يعني المن والسلوى في التيه . " وفضلناهم على العالمين " أي على عالمي زمانهم ، على ما تقدم في " الدخان " بيانه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

ولما علم بهذه{[58064]} الحكم ما افتتحت به السورة من أن-{[58065]} منزل هذا الكتاب عزيز حكيم ، فكان التقدير فذلكة{[58066]} لذلك : فلقد آتيناك الكتاب والحكم والنبوة وفضلناك وأمتك على العالمين وأرسلناك لتنبه الناس على ما أمامهم وكان قومه{[58067]} بعد ائتلافهم على الضلال قد اختلفوا بهذا الكتاب الذي كان ينبغي لهم أن يشتد اجتماعهم به واستنصارهم{[58068]} من أجله ، عطف عليه مسلياً قوله : { ولقد آتينا } أي على ما لنا من العظمة {[58069]}والقدرة{[58070]} الباهرة { بني إسرائيل } نبي الله ابن عمكم إسحاق نبي الله ابن أبيكم إبراهيم خليل الله عليهم الصلاة والسلام { الكتاب } الجامع للخيرات وهو يعم التوراة والإنجيل والزبور وغيرها{[58071]} مما أنزل على أنبيائهم { والحكم } أي العلم والعمل الثابتين ثبات الاحكام بحيث-{[58072]} لا يتطرق إليهما{[58073]} فساد بما للعلم من الزينة بالعمل ، وللعمل من الإتقان{[58074]} بالعلم { والنبوة } التي تدرك بها الأخبار العظيمة التي لا يمكن اطلاع الخلق عليها بنوع اكتساب منهم ، فأكثرنا فيهم من الأنبياء { ورزقناهم } بعظمتنا لإقامة أبدانهم { من الطيبات } من المن والسلوى وغيرهما من الأرزاق اللدنية وغيرها { وفضلناهم } بما لنا من العزة { على العالمين } وهم الذين تحقق إيجادنا لهم في زمانهم وما قبله فإنا آتيناهم من الآيات المرئية والمسموعة وأكثرنا فيهم من الأنبياء ما لم نفعله لغيرهم ممن سبق ، وكل ذلك فضيلة ظاهرة


[58064]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بهذا.
[58065]:زيد من م ومد.
[58066]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فذلك.
[58067]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: قومهم.
[58068]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: استبصارهم.
[58069]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58070]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58071]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: غيرهما.
[58072]:زيد من م ومد.
[58073]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: إليها.
[58074]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الاتفاق.