اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا بني إِسْرَائِيلَ الكتاب } يعني التوراة { والحكم والنبوة } والمراد بهذه الآية أنه تعالى بين أنه أنعم بنعم كثيرة على بني إسرائيل مع أنه حصل بينهم الاختلاف على سبيل البغي والحسد ، والمقصود منه أن يبين أن طريقة قومِهِ كطريقة مَنْ تَقَدَّم . واعلم أن المراد بالكتاب التوراة أما الحكم ، فقيل : المراد به العِلْم والحُكْمُ .

وقيل : المراد العلم بفصل الحكومات{[50637]} . وقيل : معرفة أحكام الله وهو علم الفقه . وأما النبوة فمعلومة { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطيبات } الحَلاَلاَت ، يعني المَنَّ والسَّلْوى { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العالمين } . قال المفسرون : على عالَمِي زمانهم . قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ){[50638]} لم يكن أحد من العالمين أكرم على الله ولا أحبَّ إليه منهم{[50639]} .


[50637]:في ب الخصومات وهو أقرب.
[50638]:زيادة من أ.
[50639]:وانظر في هذا كله الرازي 27/263 و264 والقرطبي 16/162 و163.