فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

{ ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة } .

وتحقق وكن على يقين أنا أعطينا أبناء إسرائيل- ذرية يعقوب عليه السلام- أعطيناهم التوراة أنزلناها على موسى والإنجيل أوحيناه إلى عيسى ، و{ الحكم } الفصل بين الناس ؛ لأنهم كان فيهم الكثير من الملوك ، و{ النبوة } فلم يكثر الأنبياء-عليهم سلام الله- في أمة كما كثروا في بني إسرائيل .

{ ورزقناهم من الطيبات } .

وأي رزق أطيب من طعام يأتي من السماء كالمنّ والسلوى والمائدة ؟ نزل المن- وهو سائل حلو كالعسل- والسلوى ؛ طائر شهي لحمه كالسمان- نزلا على اليهود ، ونزلت المائدة على النصارى إذ أكثروا على عيسى عليه السلام في طلبها { إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين . قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين . قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين . قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }{[4533]} .

{ وفضلناهم على العالمين( 16 ) } .

{ وفضلناهم على العالمين } جعلناهم أفضل العالمين في زمانهم من أمثال فرعون وقومه ، فقد فلق الله لهم البحر فأنجاهم وأغرق أعداءهم أجمعين ، وظلل عليهم الغمام .


[4533]:سورة المائدة الآيات: من 113، إلى 115.