في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

11

ولقطة وهو يقطب حاجبيه عابسا ، ويقبض ملامح وجهه باسرا ، ليستجمع فكره في هيئة مضحكة !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

11

المفردات :

عبس : قطّب ما بين عينيه .

بسر : كلح وجهه .

لواحة : من لوّحته الشمس ، إذا سوّدت ظاهره وأطرافه .

البشر : واحدها بشرة ، وهي ظاهر الجلد .

التفسير :

21 ، 22 ، 23 ، 24 ، 25- ثم نظر* ثم عبس وبسر* ثم أدبر واستكبر* فقال إن هذا إلا سحر يؤثر* إن هذا إلا قول البشر .

ثم أعاد النظر والتّروي ، والتأمّل في الطعن في القرآن ، ثم قطّب وجهه لمّا لم يجد مطعنا يطعن به القرآن ، وكلح وجهه ، وتغيّر واكفهّر ، وأظهر الكراهة ، ثم أعرض عن الإيمان ، واستكبر عن الانقياد ، والإصغاء للقرآن ، وجاء بقول يخالف ضميره فقال :

إن هذا إلا سحر يؤثر .

ما هذا إلا سحر ينقل ويروى ويحكى ، نقله محمد عن غيره ممن قبله ، وحكاه ورواه عنهم ، فليس بكلام الله .

إن هذا إلا قول البشر .

اختلقه محمد من عند نفسه ، ونسبه لله زورا .

وقد رأيت أن القرآن الكريم جاء بكلمة ثم . بعد الآيات ( 19 ، 20 ، 21 ، 22 ) ليبين أنه كان يتروّى ويتأنّى بعض الوقت في تفكيره ، لكن الآية ( 25 ) جاءت بدون حرف العطف للإفادة بأنه قال : إن هذا إلا سحر يؤثر ، وأتبع بعده بدون فاصل : إن هذا إلا قول البشر .

أي : أسرع في اتهام القرآن بأنه سحر ، وبأنه قول البشر ، بدون تأنّ أو تفكير ، كما يقول الإمام الزمخشري في تفسير الكشّاف .

وبعد أن عرض القرآن تهمه الباطلة ، وتفكيره المستكبر عن الحق ، أتبع ذلك بمآله الذي ينتظره .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

عبس : قطب ما بين عينيه .

وبَسَر : كلح وجهه وظهرت الكراهية عليه .

ثم قطَب وجهه وزادَ في كُلوحه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

" ثم عبس " أي قطب بين عينيه في وجوه المؤمنين ، وذلك أنه لما حمل قريشا على ما حملهم عليه من القول في محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر ، مر على جماعة من المسلمين ، فدعوه إلى الإسلام ، فعبس في وجوههم . . قيل : عبس وبسر على النبي صلى الله عليه وسلم حين دعاه . والعبس مخففا{[15575]} مصدر عبس يعبس عبسا وعبوسا : إذا قطب . والعبس ما يتعلق بأذناب الإبل من أبعارها وأبوالها ، قال أبو النجم :

كأن في أذنابهن الشول *** من عبس الصيف قرون الأيل

قوله تعالى : " وبسر " أي كلح وجهه وتغير لونه ، قاله قتادة والسدي ، ومنه قول بشر بن أبي خازم :

صبحنا تميما غداة الجفار{[15576]} *** بشهباء ملمومة باسره

وقال آخر{[15577]} :

وقد رابني منها صدود رأيته *** وإعراضها عن حاجتي وبسورها

وقيل : إن ظهور العبوس في الوجه بعد المحاورة ، وظهور البسور في الوجه قبل المحاورة . وقال قوم : " بسر " وقف لا يتقدم ولا يتأخر . قالوا : وكذلك يقول أهل اليمن إذا وقف المركب ، فلم يجيء ولم يذهب : قد بسر المركب ، وأبسر أي وقف وقد أبسرنا . والعرب تقول : وجه باسر بين البسور : إذا تغير واسود .


[15575]:كلمة: "مخففا" ساقطة من الأصل المطبوع.
[15576]:الجفار: موضع. وقيل هو ماء لبني تميم.
[15577]:هو توبة ابن الحمير. وزاد بعض النسخ بعد هذا البيت ما يأتي كحاشية: قوله "بشهباء": أراد بكتيبة شهباء، ومنه قول عنترة: وكتيبة لبستها بكتيبة * شهباء باسلة يخاف رداها ويقال: كتيبة ململمة وملمومة أيضا أي مجتمعة مضموم بعضها إلى بعض. وصخرة ملمومة ململمة أي مستديرة صلبة، قاله الجوهري.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

{ ثم عبس وبسر }

{ ثم عبس } قبض وجهه وكلحه ضيقاً بما يقول { وبسر } زاد في القبض والكلوح .