وقد جمع الله في الآية أعداء الإسلام والمسلمين من شتى الأنواع ؛ وبين حالهم عنده ، وما أعده لهم في النهاية . ثم عقب على هذا بما يفيد قدرته وحكمته : ( ولله جنود السماوات والأرض ، وكان الله عزيزا حكيما ) . . فلا يعييه من أمرهم شيء ، ولا يخفى عليه من أمرهم شيء ، وله جنود السماوات والأرض ، وهو العزيز الحكيم .
7- { ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما } .
جنود يرسلها للرحمة والمعونة والنصر للمؤمنين ، ولتثبيت قلوبهم ، كالريح والملائكة ، وجنود يرسلها بالعذاب على الكافرين ، من الملائكة والجن والحيوانات ، والصواعق المدمرة ، والزلازل والخسف والغرق ، جنود لا تحصى ولا تعد ، تستخدم تارة للرحمة بعباد الله وأصفيائه وأوليائه ، ونفس الجنود تستخدم لعذاب من يشاء الله .
قال تعالى : { وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر } . ( المدثر : 31 ) .
غالبا غير مغلوب ، حكيما لا يعمل عملا إلا بحكمة الحكيم العليم .
جاء في حاشية الجمل على تفسير الجلالين ما يأتي :
في الآية الرابعة قال سبحانه : { ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما } .
وكان ذلك في معرض الخلق والتدبير ، فذيلها بقوله : { عليما حكيما } .
وذكرها ثانية في معرض الانتقام -في الآية السابعة- فذيلها بقوله : { عزيزا حكيما } .
وهو في منتهى الترتيب الحسن ، لأنه تعالى ينزل جنود الرحمة لنصرة المؤمنين ، وجنود العذاب لإهلاك الكافرين . اه .
وفي معركة بدر أنزل الله المطر فثبت به أقدام المسلمين ، وكان المطر وبالا على الكافرين ، وأنزل الله الملائكة تثبت قلوب المؤمنين ، وتلقي الرعب في قلوب الكافرين .
{ 7 } { وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }
كرر الإخبار بأن له ملك السماوات والأرض وما فيهما من الجنود ، ليعلم العباد أنه تعالى هو المعز المذل ، وأنه سينصر جنوده المنسوبة إليه ، كما قال تعالى : { وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } { وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا } أي : قويا غالبا ، قاهرا لكل شيء ، ومع عزته وقوته فهو حكيم في خلقه وتدبيره ، يجري على ما تقتضيه حكمته وإتقانه .
قوله : { ولله جنود السماوات والأرض } وجنود الله من الملائكة وهم كثيرون لا يعلم عدّهم إلا هو سبحانه . وهم يملأون جنبات السموات والأرض ، فإن يشأ الله سلطهم على من يشاء من أعدائه المجرمين الأشقياء فأبادوهم وأهلكوهم إهلاكا { وكان الله عزيزا حكيما } الله القوي القاهر المقتدر ، لا يمتنع عليه صنع ما أراد وهو لا يغلبه غالب لعظيم قدرته وسلطانه . وهو سبحانه حكيم في أقواله وأحكامه وتدابيره{[4253]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.