لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (7)

{ ولله جنود السماوات والأرض } تقدم تفسيره بقي ما فائدة التكرير ولم قدم ذكر جنود السماوات والأرض على إدخال المؤمنين الجنة ولم أخر ذكر جنود السماوات والأرض هنا بعد تعذيب المنافقين والكافرين ، فنقول : فائدة التكرار للتأكيد وجنود السماوات والأرض منهم من هو للرحمة ومنهم من هو للعذاب فقدم ذكر جنود السماوات والأرض قبل إدخال المؤمنين الجنة ليكون مع المؤمنين جنود الرحمة فيثبتوهم على الصراط وعند الميزان فإذا دخلوا الجنة أفضوا إلى جوار الله تعالى ورحمته والقرب منه ، فلا حاجة لهم بعد ذلك إلى شيء ، وأخر ذكر جنود السماوات والأرض بعد تعذيب الكافرين والمنافقين ليكون معهم جنود السخط فلا يفارقوهم أبداً .

فإن قلت : قال في الآية الأولى : { وكان الله عليماً حكيماً } ، وقال في هذه الآية { وكان الله عزيزاً حكيماً } فما معناه ؟ قلت : لما كان في جنود السماوات والأرض من هو للرحمة ومن هو للعذاب وعلم الله ضعف المؤمنين ، ناسب أن تكون خاتمة الآية الأولى { وكان الله عليماً حكيماً } ، ولما بالغ في وصف تعذيب الكافر والمنافق وشدته ، ناسب أن تكون خاتمة الآية الثانية { وكان الله عزيزاً حكيماً } فهو كقوله : { أليس الله بعزيز ذي انتقام } وقوله { أخذناهم أخذ عزيز مقتدر } .