الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (7)

" وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا . ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما " تقدم في غير موضع جميعه . والحمد لله . وقيل : لما جرى صلح الحديبية قال ابن أُبي : أيظن محمد أنه إذا صالح أهل مكة أو فتحها لا يبقى له عدو ، فأين فارس والروم فبين الله عز وجل أن جنود السموات والأرض أكثر من فارس والروم . وقيل : يدخل فيه جميع المخلوقات . وقال ابن عباس : " ولله جنود السموات " الملائكة . وجنود الأرض المؤمنون . وأعاد لأن الذي سبق عقيب ذكر المشركين من قريش ، وهذا عقيب ذكر المنافقين وسائر المشركين . والمراد في الموضعين التخويف والتهديد . فلو أراد إهلاك المنافقين والمشركين لم يعجزه ذلك ، ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى .