23 ، 24- إلا من تولّى وكفر* فيعذّبه الله العذاب الأكبر .
لكن من تولّى عن دعوى الله ورسوله ، وكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، فله عذاب أكبر في جهنم ، أوله في الدنيا عذاب مثل قتل الكفار يوم بدر ، وهزيمتهم في عدد من الغزوات ، حتى فتحت مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا .
وللكافرين عذاب أكبر وأعظم في الآخرة لأنه عذاب أبدي سرمدي لا يخفف عنهم ، بل يضاعف لهم العذاب ،
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله : "إلاّ مَنْ تَوَلّى وكَفَرَ" يتوجّه لوجهين : أحدهما : فذكّر قومك يا محمد ، إلا من تولّى منهم عنك ، وأعرض عن آيات الله فكفر ، فيكون قوله «إلا » استثناء من الذين كان التذكير عليهم ، وإن لم يذكروا ، كما يقال : مضى فلان ، فدعا إلا من لا تُرْجَى إجابته ، بمعنى : فدعا الناس إلا من لا تُرْجَى إجابته . والوجه الثاني : أن يجعل قوله : "إلاّ مَنْ تَوَلّى وكَفَرَ" منقطعا عما قبله ، فيكون معنى الكلام حينئذٍ : لست عليهم بمسيطر ، إلا من تولى وكفر ، يعذّبه الله ...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{ إِلاَّ مَن تولى } استثناء منقطع ، أي : لست بمستول عليهم ، ولكن من تولى { وَكَفَرَ } منهم ؛ فإن لله الولاية والقهر .
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
{ إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر } معترض بين جملة { لست عليهم بمصيطر } وجملة : { إن إلينا إيابهم } [ الغاشية : 25 ] والمقصود من هذا الاعتراض الاحتراس من توهمهم أنهم أصبحوا آمنين من المؤاخذة على عدم التذكر . فحرف { إلا } للاستثناء المنقطع وهو بمعنى الاستدراك . والمعنى : لكن من تولى عن التذكر ودام على كفره يعذبه الله العذاب الشديد . ...
{ إلا من تولى } استثناء منقطع معناه : لكن من تولى .
{ وكفر فيعذبه الله } وقيل : هو استثناء من مفعول فذكر ، والمعنى : ذكر كل أحد إلا من تولى حتى يئست منه فهو على هذا متصل ، وقيل : هو استثناء من قوله :
{ لست عليهم بمسيطر } أي : لا تسلط إلا على من تولى وكفر وهو على هذا متصل ولا نسخ فيه إذ لا موادعة فيه وهذا بعيد لأن السورة مكية والموادعة بمكة ثابتة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.