ثم يتحسر أن لا شيء نافعه مما كان يعتز به أو يجمعه : ( ما أغنى عني ماليه ) . . ( هلك عني سلطانيه ) . . فلا المال أغنى أو نفع . ولا السلطان بقي أو دفع . . والرنة الحزينة الحسيرة المديدة في طرف الفاصلة الساكنة وفي ياء العلة قبلها بعد المد بالألف ، في تحزن وتحسر . . هي جزء من ظلال الموقف الموحية بالحسرة والأسى إيحاء عميقا بليغا . .
سلطانيه : حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا ، أو ملكي وسلطاني .
28 ، 29- ما أغنى عني ماليه* هلك عني سلطانيه .
لم ينفعني ما كان لي في الدنيا من ذهب وفضة ، وحرث وزرع ، ودور وقصور ، وحشم وخدم ، فقد وفدت على ربّي وحيدا فريدا .
قال تعالى : ولقد جئتمونا فرادى أول مرة وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم . . . ( الأنعام : 94 ) .
هلك عني سلطاني وحجتي وبطلت وضاعت ، أو ذهب ملكي وتسلّطي وجبروتي ، وبقيت ذليلا مهينا .
{ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } أي : ذهب واضمحل فلم تنفع الجنود الكثيرة ، ولا العدد{[1217]} الخطيرة ، ولا الجاه العريض ، بل ذهب ذلك كله أدراج الرياح ، وفاتت بسببه المتاجر والأرباح ، وحضر بدله الهموم والغموم والأتراح .
ولما كان المال سبب الوصول إلى السلطان ، قال نافياً لما أوصله إليه ماله شارحاً لعدم إغنائه ، { هلك عني } أي مجاوزاً لي حتى كأني لم أكن فيه{[68100]} ساعة قط{[68101]} { سلطانيه * } أي تسلطي على الدعاة إلى الله بالشبه الباطلة التي كان يطلق اللسان بها فأساعده{[68102]} عليها مع ظهور بطلانها الملك الذي أوصل إليه المال فعاد لأن{[68103]} ذلك الملك الأعظم{[68104]} هلك والمساعد أبعد{[68105]} مباعد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.