في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

فإذا انتهى الأمر ، نشرت أسبابه على الحشود :

( إنه كان لا يؤمن بالله العظيم . ولا يحض على طعام المسكين ) . .

إنه قد خلا قلبه من الإيمان بالله ، والرحمة بالعباد . فلم يعد هذا القلب يصلح إلا لهذه النار وذلك العذاب .

خلا قلبه من الإيمان بالله فهو موات ، وهو خرب ، وهو بور . وهو خلو من النور . وهو مسخ من الكائنات لا يساوي الحيوان بل لا يساوي الجماد . فكل شيء مؤمن ، يسبح بحمد ربه ، موصول بمصدر وجوده . أما هو فمقطوع من الله . مقطوع من الوجود المؤمن بالله .

وخلا قلبه من الرحمة بالعباد . والمسكين هو أحوج العباد إلى الرحمة ولكن هذا لم يستشعر قلبه ما يدعو إلى الاحتفال بأمر المسكين . ولم يحض على طعامه وهي خطوة وراء إطعامه . توحي بأن هناك واجبا اجتماعيا يتحاض عليه المؤمنون . وهو وثيق الصلة بالإيمان . يليه في النص ويليه في الميزان !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

25

لا يحضّ : لا يحث ولا يحرّض .

33 ، 34- إنه كان لا يؤمن بالله العظيم* ولا يحضّ على طعام المسكين .

إن السبب في هذا العذاب المؤلم هو أنه كان لا يؤمن بالله العلي العظيم ، فقد كذّب بالله تعالى ، وكفر بالجزاء والحساب ، وخلا قلبه من الرحمة ، فلم يعطف على المساكين ، ولم يحضّ غيره على إطعام المساكين ، وكأنّ الآية نداء جهير في الدعوة إلى الإيمان ، وإلى الحثّ على التراحم والتعاطف والتعاون ، في رعاية المساكين .

وعن أبي الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين ، وكان يقول : خلعنا نصف السلسلة بالإيمان ، أفلا نخلع نصفها الآخر ؟

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

وكان بخيلاً ممسِكاً لا يُطعِم الفقراء والمساكين ولا يحثّ الناسَ على إطعامهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

{ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } أي : ليس في قلبه رحمة يرحم بها الفقراء والمساكين فلا يطعمهم [ من ماله ] ولا يحض غيره على إطعامهم ، لعدم الوازع في قلبه ، وذلك لأن مدار السعادة ومادتها أمران : الإخلاص لله ، الذي أصله الإيمان بالله ، والإحسان إلى الخلق بوجوه الإحسان ، الذي من أعظمها ، دفع ضرورة المحتاجين بإطعامهم ما يتقوتون به ، وهؤلاء لا إخلاص ولا إحسان ، فلذلك استحقوا ما استحقوا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

{ ولا يحض على طعام المسكين } لا يأمر بالصدقة على الفقراء

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

" إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ، ولا يحض على طعام المسكين " أي على الإطعام ، كما يوضع العطاء موضع الإعطاء . قال الشاعر :

أكفراً بعد رد الموت عني *** وبعد عطائك المائةَ الرِّتَاعَا{[15321]}

أراد بعد إعطائك . فبين أنه عذب على ترك الإطعام وعلى الأمر بالبخل ، كما عذب بسبب الكفر . والحض : التحريض والحث . وأصل " طعام " أن يكون منصوبا بالمصدر المقدر . والطعام عبارة عن العين ، وأضيف للمسكين للملابسة التي بينهما . ومن أعمل الطعام كما يعمل الإطعام فموضع المسكين نصب . والتقدير على إطعام المطعم المسكين ، فحذف الفاعل وأضيف المصدر إلى المفعول .


[15321]:البيت من قصيدة للقطامي مدح بها زفر بن الحارث الكلابي. قال ابن قتيبة في الشعر والشعراء: "كان القطامي أسره زفر في الحرب التي كانت بين قيس وتغلب فأرادت قيس قتله فحال زفر بينهم ومن عليه وأعطاه مائة من الإبل وأطلقه، فقال: أكفرا الخ". والرتاع (بكسر الراء): التي ترتع. (راجع خزانة الأدب في الشاهد التاسع والتسعين بعد الخمسمائة).

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

ولما بين عناده للملك الأعظم بإفساده القوة العلمية بين ما يوجبه الكفر من احتقاره للضعفاء إفساداً للقوة العملية{[68124]} إعلاماً بأنه مكلف بفروع الشريعة كما أنه مكلف بأصولها ، وبياناً لأن عناده لمن فوقه لرداءة طبعه لا لعلو همته ، فقال معظماً لهذا الذنب لجعله في سياق الكفر وبالتعبير بالحض مشيراً به إلى أن فاعل ذلك شديد الاستغراق في حب الدنيا لأنه لا يمنعه من حث غيره على الخير إلا ادخاره لنفسه : { ولا يحض } أي يحمل ويحث { على } بذل { طعام } أو إطعام { المسكين * } أي تسهيله بإعانته{[68125]} عليه إن كان موجوداً ، والسؤال في بذله وما يقوم مقامه إن كان مفقوداً ، فكيف بالبذل من عنده ، فإن ذلك لا يحمل عليه إلا الإيمان لخلوه عن حظ ، والتقييد يفهم أنه يحث على خدمة الأكابر{[68126]} الجبابرة ويحب العكوف على أبوابهم والإضافة مع التعبير بالطعام دون الإطعام تشعر{[68127]} بأن الفقراء يملكون كفايتهم من أموال {[68128]}الأغنياء ، فدل ذلك على أنه مع كفره هو أشنع صفات الباطن في غاية الشح والقساوة وعدم المروءة للإعراض عن أسباب التمدح وعن التنزه عن سوء القالة وقبيح الذكر ، وذلك أشنع الرذائل ، فلذلك خصص هذين الأمرين ، وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يحض على طعامهم ويقول : خلعنا نصف السلسة بالإيمان أفلا نخلع الآخر - يعني بالحث على الإطعام ، وذمه على الاستهان بالمساكين يفهم الذم على {[68129]}الاستهانة بمن هم{[68130]} دونهم ممن هو أسوأ حالاً منهم بطريق الأولى .


[68124]:- زيد من ظ.
[68125]:- من ظ وم، وفي الأصل: وإعانته.
[68126]:- من ظ وم، وفي الأصل: إلا وكان.
[68127]:- في ظ وم: للإشعار.
[68128]:- من ظ وم، وفي الأصل: مال.
[68129]:- من ظ وم، وفي الأصل: استهانة عن ما هو.
[68130]:- من ظ وم، وفي الأصل: الزمان.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

قوله : { ولا يحض على طعام المسكين } كان هذا الشقي الخاسر لا يحضّ الناس على إطعام المساكين والمحاويج وذلك ينبه إلى فظاعة جرم البخل وحجب المال عن مستحقيه من الفقراء وأهل الحاجة . فلئن كان هذا الوعيد المخوف بالعذاب لتارك الحضّ على الإطعام ، فكيف بتارك الإطعام نفسه .