في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

ثم يقرع قلوبهم بهول ما ينتظرهم هناك بعد زيارة المقابر في إيقاع عميق رزين :

( كلا سوف تعلمون ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

المفردات :

كلا : كلمة يراد بها الزجر والردع .

سوف تعلمون : خطأ ما أنتم فيه من التكاثر والتباهي ، وكرر الجملة للتأكيد .

التفسير :

3 ، 4- كلاّ سوف تعلمون* ثم كلاّ سوف تعلمون .

كلاّ : ارتدعوا عن التنافس والتسابق في شئون الدنيا .

سوف تعلمون . سوف تعلمون عاقبة جهلكم ، وانشغالكم بما لا يفيد ، إذا دفنتم في قبوركم .

ثم كلاّ سوف تعلمون .

تأكيد للأول ، وزيادة في الزجر والتهديد .

قال ابن عباس :

كلاّ سوف تعلمون . ما ينزل بكم من العذاب في القبر .

ثم كلاّ سوف تعلمون . أي : في الآخرة إذا حل بكم العذاب . اه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

فدل ذلك على البعث والجزاء بالأعمال{[1475]}  في دار باقية غير فانية ، ولهذا توعدهم بقوله : { كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ }


[1475]:- في ب: على الأعمال
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

{ كلا } ليس الأمر الذي ينبغي أن تكونوا عليه التكاثر { سوف تعلمون } عند النزع سوء عاقبة ما كنتم عليه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

قوله تعالى : " كلا " قال الفراء : أي ليس الأمر على ما أنتم عليه من التفاخر والتكاثر ، والتمام على هذا { كلا سوف تعلمون } أي سوف تعلمون عاقبة هذا . { ثم كلا سوف تعلمون } : وعيد بعد وعيد ، قاله مجاهد . ويحتمل أن يكون تكراره على وجه التأكيد والتغليظ ، وهو قول الفراء . وقال ابن عباس : { كلا سوف تعلمون } ما ينزل بكم من العذاب في القبر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

ولما كان الاشتغال بالتكاثر في غاية الدلالة على السفه ؛ لأن من المعلوم قطعاً أن هذا الكون على هذا النظام لا يكون إلا بصانع حكيم ، وكان العقلاء المنتفعون بالكون في غاية التظالم ، وكان الحكيم لا يرضى أصلاً أن يكون عبيده يظلم بعضهم بعضاً ، ثم لا يحكم بينهم ، ولا ينظر في مصالحهم ، علم قطعاً أنه يبعثهم ليحكم بينهم ؛ لأنه كما قدر على إبدائهم يقدر على إعادتهم ، وقد وعد بذلك ، وأرسل به رسله ، وأنزل به كتبه ، فثبت ذلك ثبوتاً لا مرية فيه ، ولا مزيد عليه ، وكان الحال مقتضياً لأن يردع غاية الردع من أعرض عما يعنيه ، وأقبل على ما لا يعنيه ، فقال سبحانه معبراً بأم الروادع ، وجامعة الزواجر والصوادع : { كلا } ، أي ارتدعوا أتم ردع ، وانزجروا أعظم زجر ، عن الاشتغال بما لا يجدي ، فإنه ليس الأمر كما تظنون من أن الفخر في المكاثرة بالأعراض الدنيوية ، ولم تخلقوا لذلك ، إنما خلقتم لأمر عظيم ، فهو الذي يهمكم ، فاشتغلتم عنه بما لا يهمكم ، فكنتم لاهين ، كمن كان يكفيه كل يوم درهم فاشتغل بتحصيل أكثر ، وكذا من ترك المهم من التفسير واشتغل بالأقوال الشاذة ، أو ترك المهم من الفقه واشتغل بنوادر الفروع وعلل النحو وغيرها ، وترك ما هو أهم منه مما لا عيش له إلا به .

ولما كان الردع لا يكون إلا عن ضار يجر وبالاً وحسرة ، دل على ذلك بقوله استئنافاً : { سوف } أي بعد مهلة طويلة يتذكر فيها من تذكر { تعلمون * } أي يتجدد لكم العلم بوعد لا خلف فيه بما أنتم عليه من الخطإ عند معاينة ما يكشفه الموت ، ويجر حزنه الفوت ، من عاقبة ذلك ووباله .