في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

69

فقاده الغضب إلى شاطىء البحر حيث ركب سفينة مشحونة . وفي وسط اللجة ناوأتها الرياح والأمواج . وكان هذا إيذاناً عند القوم بأن من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه لأنه ارتكب خطيئة . وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

139

المفردات :

أبق : هرب ، وأصل الإباق : هروب العبد من سيده بغير إذنه ، فاستعير لهرب يونس من قريته قبل أن يأذن له ربُّه .

المشحون : المملوء .

التفسير :

140- { إذ أبق إلى الفلك المشحون } .

وخلاصة قصة يونس كما ذكرها الآلوسي وغيره من المفسرين :

أن الله تعالى أرسله إلى أهل نينوى بالعراق ، في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد ، فدعاهم إلى إخلاص العبادة لله تعالى ، فاستعصوا عليه ، فضاق بهم ذرعا ، وأخبرهم أن العذاب سيأتيهم خلال ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الثالث خرج يونس من بلد قومه ، قبل أن يأذن الله له بالخروج ، فلما افتقده قومه آمنوا ، وتابوا وتضرعوا بالدعاء إلى الله قبل أن ينزل بهم العذاب ، أما يونس عليه السلام فقد ترك قومه ، وركب سفينة مشحونة بالناس ، ثم سارت السفينة واحتواها البحر ، وفي وسط اللجة ماجت واضطربت وكادت تغرق وكان من تدبير ركاب السفينة التخفيف من أحمالها ، ثم التخفيف من ركابها ، ليسلم الباقون ، فأجريت القرعة ثلاث مرات ، وفي كل مرة تصيب نبي الله يونس ، فقال أنا العبد الآبق ، أي : هربت من قومي حين ضقت بهم ذرعا ، فألقى بنفسه في البحر .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

وذكر تعالى عنه ، أنه عاقبه عقوبة دنيوية ، أنجاه منها بسبب إيمانه وأعماله الصالحة ، فقال : { إِذْ أَبَقَ }

أي : من ربه مغاضبا له ، ظانا أنه لا يقدر عليه ، ويحبسه في بطن الحوت ، ولم يذكر اللّه ما غاضب عليه ، ولا ذنبه الذي ارتكبه ، لعدم فائدتنا بذكره ، وإنما فائدتنا بما ذُكِّرنا عنه أنه أذنب ، وعاقبه اللّه مع كونه من الرسل الكرام ، وأنه نجاه بعد ذلك ، وأزال عنه الملام ، وقيض له ما هو سبب صلاحه .

فلما أبق لجأ { إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } بالركاب والأمتعة ، فلما ركب مع غيره ، والفلك شاحن ، ثقلت السفينة ، فاحتاجوا إلى إلقاء بعض الركبان ، وكأنهم لم يجدوا لأحد مزية في ذلك ، فاقترعوا على أن من قرع وغلب ، ألقي في البحر عدلا من أهل السفينة ، وإذا أراد اللّه أمرا هيأ أسبابه .