فبئس القرار : بئس المقر جهنم .
60-{ قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبس القرار } .
ردّ الأتباع على الرؤساء قائلين : بل أنتم الذين لا مرحبا بكم ، وإنما الضيق والهلاك لكم ، وهل أصابنا ما أصابنا إلا بسببكم ، فأنتم دعوتمونا في الدنيا إلى الكفر فاتبعناكم ، وصرنا جميعا في جهنم ، فبئس المستقر والنزل والقرار لنا ولكم جهنم ، وهذا التلاعن بين أهل النار ، كل واحد منهم يلقي التبعة على الآخر ، ويحاول أن يتنصل من المسؤولية ، يصوّره قوله تعالى : { كلما دخلت أمّة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتيهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون * وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون . [ الأعراف : 38 ، 39 ] .
والقرآن بهذا يفتح العيون والأبصار ، وينبه الطغاة والكفار ، من هول يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، ولا يستند الإنسان فيه كبير أو أمير ، إنما ينفع الإنسان في هذا اليوم القلب السليم ، والعمل المستقيم .
قال تعالى : { يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من آتى الله بقلب سليم } . [ الشعراء : 88 ، 89 ] .
لما كان من المعلوم على ما جرت به العوائد أنهم يتأثرون من هذا القول فيحصل التشوف إلى ما يكون من أمرهم هل يجيبونهم أم تمنعهم هيبتهم على ما كانوا في الدنيا ، اعلم بما يعلم منه انقطاع الأسباب هناك ، فلا يكون من أحد منهم خوف من آخر ، فقال مستأنفاً : { قالوا } أي الأتباع المعبر عنهم بالفوج لسفولهم وبطون أمرهم : { بل أنتم } أي خاصة أيها الرؤساء { لا مرحباً } وبينوا بقولهم : { بكم } أي هذا الذي دعوتم به علينا أنتم أحق به منا ، ثم عللوا قولهم بما أفهم أنهم شاركوهم في الضلال وزادوا عليهم بالإضلال فقالوا : { أنتم } أي خاصة { قدمتموه } أي الاقتحام في العذاب بما أقحمتمونا فيه من أسبابه وقدمتم في دار الغرور من تزيينه { لنا } ولما كان الاقتحام وهو الوثوب أو الدخول على شيء بسرعة كأنها الوثوب ينتهي منه إلى استقرار ، وكان الفريقان قد استقروا في مقاعدهم في النار ، سببوا عن ذلك قولهم : { فبئس القرار } أي قراركم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.