في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

يبدأ المشهد بمنظرين متقابلين تمام التقابل في المجموع وفي الأجزاء ، وفي السمات والهيئات : منظر( المتقين )لهم ( حسن مآب ) . ومنظر( الطاغين )لهم ( شر مآب ) . فأما الأولون فلهم جنات عدن مفتحة لهم الأبواب . ولهم فيها راحة الاتكاء ، ومتعة الطعام والشراب . ولهم كذلك متعة الحوريات الشواب . وهن مع شبابهن ( قاصرات الطرف )لا يتطلعن ولا يمددن بأبصارهن . وكلهن شواب أتراب .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

نعيم أهل الجنة

{ جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ( 50 ) متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب ( 51 ) * وعندهم قاصرات الطرف أتراب ( 52 ) هذا ما توعدون ليوم الحساب ( 53 )إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ( 54 ) }

المفردات :

جنات عدن : جنات استقرار وثبات ، من قولهم : عَدَن بالمكان ، أي : أقام به .

50

التفسير :

50-{ جنات عدن مفتحة لهم الأبواب } .

أي : لهم جنات إقامة وخلود دائم بلا موت ، قد فتّحت أبوابها قبل قدومهم إليها ، زيادة في تكريمهم وحسن استقبالهم .

الحرف في القرآن

الحرف الواحد في القرآن الكريم يشير إلى معنى ، ويستتبع معنى ، ومثال ذلك ما ورد في آخر سورة الزمر ، حين تحدّث القرآن في الآيتين ( 71 ، 72 ) من سورة الزمر عن أهل النار قال : { وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها . . . } أي أن البواب لا تفتح إلا عند قدومهم ، إذلالا لهم بالوقوف ولو قليلا على الباب ، كالمساجين تفتح لهم أبواب السجن إثر قدومهم .

وقال تعالى في وصف أصحاب الجنة في الآيات ( 73-75 ) من سورة الزمر : { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها . . . }

فالواو هنا تفيد أنهم يدخلون الجنة والحال أن أبوابها قد فتحت قبل قدومهم تكريمّا لهم ، كما يستقبل الضيف العزيز بتفتيح الأبواب في قصر الضيافة قبل قدومه .

لهذا قال الله تعالى هنا :

{ جنات عدن مفتحة لهم الأبواب } .

فتحت أبواب الجنة تكريما لأصحابها حتى يدخلوها على أحسن حال وأجمل هيئة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

ولما شوق سبحانه إلى هذا الجزاء أبدل منه أو بينه بقوله : { جنات عدن } أي إقامة في استمراء وطيب عيش ونمو وامتلاء وشرف أصل .

ولما كانت من الأعلام الغالبة ، نصب عنها على الحال قوله : { مفتحة } أي تفتيحاً كثيراً وبليغاً من غير أن يعانوا في فتحها شيئاً من نصب أو طلب أو تعب ، وأشار جعل هذا الوصف مفرداً أن تفتيحها على كثرتها كان لهم في آن واحد حتى كأنها باب واحد { لهم } أي لا لغيرهم { الأبواب } التي لها والتي فيها فلا يلحقهم في دخولها ذل الحجاب ولا كلفة الاستئذان ، تستقبلهم الملائكة بالتبجيل والإكرام .