ولقد يخطف الشيطان المارد خطفة سريعة مما يدور في الملأ الأعلى ، فيتبعه شهاب يلاحقه في هبوطه فيصيبه ويحرقه حرقاً .
ونحن لا نعرف كيف يتسمع الشيطان المارد ؛ ولا كيف يخطف الخطفة ؛ ولا كيف يرجم بالشهاب الثاقب . لأن هذه كلها غيبيات تعجز طبيعتنا البشرية عن تصور كيفياتها ؛ ومجالنا فيها هو تصديق ما جاء من عند الله فيها . وهل نعلم عن شيء في هذا الكون إلا القشور ? !
والمهم أن هذه الشياطين التي تمنع من الوصول إلى الملأ الأعلى ، ومن التسمع لما يدور فيه هي التي يدعي المدعون أن بينها وبين الله نسباً ، ولو كان شيء من هذا صحيحاً لتغير وجه المعاملة . ولما كان مصير الأنسباء والأصهار - بزعمهم - هو المطاردة والرجم والحرق أبداً !
الخطفة : الاختلاس والأخذ بسرعة على غرّة .
شهاب : هو ما يرى مضيئا مارقا بسرعة في الجو ، كأنه كوكب ساقط .
10-{ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب } .
{ خطف } : أخذ الشيء بسرعة وخفية واختلاس ، وغفلة من المأخوذ منه ، أي : لا تستطيع المردة من الشياطين أن تستمع إلى حديث الملأ الأعلى من الملائكة ، إلا من اختلس منهم كلام الملائكة بسرعة وخفة ، يتفاوضون فيه من أحوال البشر ، فتصيبه شعلة من النار تحرقه أو تخبله .
{ شهاب } : واحد الشهب ، وهي أحجار صغيرة منفصلة عن الكواكب ، سابحة في فضاء الله تعالى ، فإذا وصلت في دورانها إلى جاذبية الأرض ، جذبتها فمرت بسرعة متجهة نحوها ، فمن سرعتها تحترق بقوة احتكاكها المتتابع السريع بالهواء ، ويكون لاحتراقها لمعان مستطيل .
{ ثاقب } : أي : ساطع ، وهذه الشهب تُقذَف بأمر الله العليم الحكيم : لتحرق هؤلاء المردة من الشياطين ، فسبحان من جلّت حكمته ، وأحاط بكل شيء علما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.