في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلۡعَٰلَمِينَ} (79)

69

وتعلن في الخافقين سلام الله على نوح . جزاء إحسانه : ( سلام على نوح في العالمين ) .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلۡعَٰلَمِينَ} (79)

وقوله : سَلامٌ عَلى نُوحٍ في العالَمِينَ يقول : أَمَنَة من الله لنوحٍ في العالمين أن يَذْكُره أحد بسوء وسلام مرفوع بعلى . وقد كان بعض أهل العربية من أهل الكوفة يقول : معناه : وتركنا عليه في الاَخرين ، سَلامٌ عَلى نُوحٍ أي تركنا عليه هذه الكلمة ، كما تقول : قرأت من القرآن الحَمْدُ لِلّهِ رَبّ الْعَالِمِينَ فتكون الجملة في معنى نصب ، وترفعها باللام ، كذلك سلام على نوح ترفعه بعلى ، وهو في تأويل نصب ، قال : ولو كان : تركنا عليه سلاما ، كان صوابا .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلۡعَٰلَمِينَ} (79)

وجملة { سَلامٌ على نُوحٍ في العالَمِينَ } إنشاء ثناء الله على نوح وتحية له ومعناه لازم التحية وهو الرضى والتقريب ، وهو نعمة سادسة . وتنوين { سَلامٌ } للتعظيم ولذلك شاع الابتداء بالنكرة لأنها كالموصوف .

والمراد بالعالمين : الأمم والقرون وهو كناية عن دوام السلام عليه كقوله تعالى : { وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً } [ مريم : 15 ] في حق عيسى عليه السلام وكقوله : { سلام على آلْ يَاسينَ } [ الصافات : 130 ] { سلام على إبراهيم } [ الصافات : 109 ] .

وفي { العالَمِينَ } حال فهو ظرف مستقر أو خبر ثان عن { سَلامٌ } .

وذهب الكسائي والفراء والمبرد والزمخشري إلى أن قوله : { سَلامٌ على نوح في العالمين } في محلّ مفعول { تركنا } ، أي تركنا عليه هذه الكلمة وهي { سلامٌ على نوححٍ في العالَمِينَ } وهو من الكلام الذي قصدت حكايته كما تقول قرأت { سورة أنزلناها وفرضناها } [ النور : 1 ] ، أي جعلنا الناس يسلمون عليه في جميع الأجيال ، فما ذكروه إلا قالوا : عليه السلام . ومثل ذلك قالوا في نظائرها في هذه الآيات المتعاقبة .

وزيد في سَلام نوح في هذه السورة وصْفُه بأنه في العالمين دون السلام على غيره في قصة إبراهيم وموسى وهارون وإلياس للإِشارة إلى أن التنويه بنوح كان سائراً في جميع الأمم لأنهم كلهم ينتمون إليه ويذكرونه ذكر صدق كما قدمناه آنفاً .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلۡعَٰلَمِينَ} (79)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

السلام: الثناء الحسن الذي ترك عليه من بعده في الناس.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"سَلامٌ عَلى نُوحٍ في العالَمِينَ" يقول: أَمَنَة من الله لنوحٍ في العالمين أن يَذْكُره أحد بسوء.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

السلامة له منا في العالمين.

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

قيل: يعني تركنا عليه في الآخرين أن يصلى عليه إلى يوم القيامة.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

كأنه قيل: ثبت الله التسليم على نوح وأدامه في الملائكة والثقلين يسلمون عليه عن آخرهم.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

هذا جزاء من صبر طويلاً على أقوال الكفرة الفجرة.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان قد كتب الله في القدم سلامته من كل سوء على كثرة الأعداء وطول الإقامة فيهم وشدة الخلاف، قال تعالى مستأنفاً مادحاً: {سلام} أي عظيم.

{على نوح} من كل حي من الجن والأنس والملائكة لسلام الله عليه.

ولما كان لسان جميع أهل الأرض في زمانه عليه السلام واحداً، فكانوا كلهم قومه، ولم يكن في زمانه نبي، فكانت نبوته قطب دائرة ذلك الوقت، فكانت رسالته عامة لأهله، وكان غير الناس من الخلق لهم تبعاً، خصه في السلام بأن قال: {في العالمين} أي مذكور فيهم كلهم لفظاً ومعنى يسلم عليه دائماً إلى أن تقوم الساعة، وخصوصية نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه أرسل إلى جميع الخلق مع اختلاف الألسنة ومع استمرار الرسالة أبد الآباد، وكون شريعته ناسخة غير منسوخة، وكون جميع الخلق في القيامة تحت لوائه، فهناك يظهر تمام ما أوتيه من عموم البعثة إلى ما ظهر منه في الدنيا.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

قيل: هذا سلام منه عز وجل لا من الآخرين.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جملة {سَلامٌ على نُوحٍ في العالَمِينَ} إنشاء ثناء الله على نوح وتحية له، ومعناه لازم التحية وهو الرضى والتقريب، وهو نعمة سادسة.

تنوين {سَلامٌ} للتعظيم، وزيد في سَلام نوح في هذه السورة، وصْفُه بأنه في العالمين دون السلام على غيره في قصة إبراهيم وموسى وهارون وإلياس؛ للإِشارة إلى أن التنويه بنوح كان سائراً في جميع الأمم؛ لأنهم كلهم ينتمون إليه ويذكرونه ذكر صدق كما قدمناه آنفاً.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

{سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}.

فالناس جميعاً عليهم حين يسمعون سيرة هذا النبي الذي تحمَّل في سبيل دعوته المشاقّ، ومكث في دعوة قومه هذا العمرَ الطويلَ، الذي خالف أعمار الناس أن يُسلِّموا عليه، وينبغي حين نسمع ذِكْره أنْ نُسلِّم عليه، فنقول: عليه السلام {سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ} أي: اعْطِه السلامة والسلام.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

يمثِّل هذا السلام التقدير الكبير لإخلاصه في الدعوة، ولجهاده في خط المواجهة، وتلك هي مسألة الذكر الحسن للماضين، فهي النافذة المفتوحة على حياتهم الخيّرة المجاهدة العاملة في سبيل الله، وليست امتيازاً ذاتياً خاضعاً للعوامل الشخصية الطارئة، ولذلك كان السلام الذي تركه الله له سلاماً شاملاً للعالمين، كدليل على شمول موقعه لدى أمم البشر كافة.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

بعد تحمّله كافّة الصعاب والآلام، منحه الله سبحانه وتعالى وساماً خالداً يفتخر به في العالمين، فهل هناك فخر أكبر من هذا، وهو أنّ الله يبعث بالسلام والتحيّات لنبيّه نوح، السلام الذي سيبقى يُهدى إليه من قبل الاُمم الإنسانية لحين قيام الساعة، والملفت للنظر أنّه من النادر أن يوجد في القرآن سلام بهذه السعة على أحد، خاصّة وأنّ المراد بالعالمين جميعها لكونه جمعاً محلّى بالألف واللام مفيداً للعموم فيتّسع المعنى ليشمل عوالم البشر واُممهم وجماعاتهم إلى يوم القيامة ويتعدّاهم إلى عوالم الملائكة والملكوتين.