قوله : { سَلاَمٌ على نُوحٍ } مبتدأ وخبر ، وفيه أوجه :
أحدها : أنه مفسر «لِتَرَكْنَا » .
والثاني : أنه مفسر لمفعوله ، أي تركنا عليه ثناءً وهو هذا الكلام{[47160]} ، وقيل : ثَمَّ قول مقدر أي فَقُلْنَا سلامٌ . {[47161]}
وقيل : ضمن تركنا معنى{[47162]} قلنا ، وقيل : سلط «تركنا » على ما بعده{[47163]} . قال الزمخشري : وتركنا عليه في الآخرين «هذه الكلمة » وهي «سَلاَمٌ عَلَى نَوح » يعني يسلمون عليه تسليماً ويَدْعُونَ لَهُ ، وهو من الكلام المحكيِّ كقولك : «قَرَأتُ سورة أَنْزَلْنَاهَا » . {[47164]}
وهذا الذي قاله قولُ الكوفيين جعلوا الجملة في محل نَصْب مفعولاً بتركنا لا أنه ضمن{[47165]} معنى القول بل هو على معناه{[47166]} بخلاف الوجه{[47167]} قبله . وهذا أيضاً من أقوالهم{[47168]} ، وقرأ عبد الله «سلاماً »{[47169]} وهو مفعول به «بتَرَكْنَا »{[47170]} و «كَذَلِكَ » نعت مصدر{[47171]} أو حال من ضمير{[47172]} . كما تقدم تحريره .
المعنى : سلامٌ عليه في العالمين ، وقيل : تركنا عليه في الآخرين أن يُصَلَّى عليه إلى يوم الدين{[47173]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.