{ سلام على نُوحٍ } قال الكسائي : في ارتفاع { سلام } ، وجهان : أحدهما وتركنا عليه في الآخرين يقال : سلام على نوح . والوجه الثاني أن يكون المعنى : وأبقينا عليه ، وتمّ الكلام ، ثم ابتدأ فقال : سلام على نوح ، أي : سلامة له من أن يذكر بسوء في الآخرين . قال المبرد : أي تركنا عليه هذه الكلمة باقية ، يعني : يسلمون عليه تسليماً ويدعون له ، وهو من الكلام المحكي كقوله : { سُورَةٌ أنزلناها } [ النور : 1 ] ، وقيل : إنه ضمن تركنا معنى : قلنا . قال الكوفيون : جملة { سلام على نوح في العالمين } في محل نصب مفعول { تركنا } ، لأنه ضمن معنى قلنا .
قال الكسائي : وفي قراءة ابن مسعود " سلاماً " منصوب بتركنا ، أي : تركنا عليه ثناءً حسناً ، وقيل : المراد بالآخرين : أمة محمد صلى الله عليه وسلم . و{ في العالمين } متعلق بما تعلق به الجار والمجرور الواقع خبراً ، وهو على نوح ، أي سلام ثابت ، أو مستمرّ ، أو مستقرّ على نوح في العالمين من الملائكة والجنّ والإنس ، وهذا يدل على عدم اختصاص ذلك بأمة محمد صلى الله عليه وسلم كما قيل : { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى المحسنين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.