البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلۡعَٰلَمِينَ} (79)

رفع بالابتداء مستأنف ، سلم الله عليه ليقتدي بذلك البشر ، فلا يذكره أحد من العالمين بسوء .

سلم تعالى عليه جزاء على ما صبر طويلاً ، من أقوال الكفرة وإذايتهم له .

وقال الزمخشري : { وتركنا عليه في الآخرين } ، هذه الكلمة ، وهي { سلام على نوح في العالمين } يعني : يسلمون عليه تسليماً ، ويدعون له ، وهو الكلام المحكي ، كقولك : قرأت سورة أنزلناها . انتهى .

وهذا قول الفراء وغيره من الكوفيين ، وهذا هو المتروك عليه ، وكأنه قال : وتركنا على نوح تسليماً يسلم به عليه إلى يوم القيامة . انتهى .

وفي قراءة عبدالله : سلاماً بالنصب ، ومعنى في العالمين : ثبوت هذه التحية مثبوتة فيهم جميعاً ، مدامة عليه في الملائكة ، والثقلين يسلمون عليه عن آخرهم .