تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ} (100)

لما توعدهم ووبخهم عطف برحمته وجوده وإحسانه وحذر عباده المؤمنين منهم لئلا يمكروا بهم من حيث لا يشعرون ، فقال : { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين } وذلك لحسدهم وبغيهم عليكم ، وشدة حرصهم على ردكم عن دينكم ، كما قال تعالى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق } .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ} (100)

الخطاب بقوله : { يا أيها الذين آمنوا } عام في المؤمنين ، والإشارة بذلك - وقت نزوله - إلى الأوس والخزرج بسبب نائرة{[3371]} شاس بن قيس ، و «الفريق » -الجماعة من الناس والمراد بها هنا الأحبار والرؤوس ، و { يردوكم } معناه : بالإضلال والتشكيك والمخادعة وإظهار الغش في معرض النصح{[3372]} .


[3371]:- نأرت نائرة في الناس نأرا: هاجت هائجة.
[3372]:- في قوله تعالى: {يردوكم بعد إيمانكم كافرين} انتصب [كافرين] على أنه مفعول ثان للفعل [يردّ] لأنها هنا بمعنى [صير] كقول الشاعر: فردّ شعورهن السود بيضا وردّ وجوههن البيض سودا وهو أظهر من قول من قال: إنه منصوب على الحال.