تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ} (100)

الآية 100 وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب } الآية يحتمل وجوها :

أحدها : معلوم أن المؤمنين لا يطيعون الكفار بحال في الكفر ، ولكن معناه ، والله أعلم ، أن يدعوهم إلى شيء لا يعلمون أن في ذلك كفرا{[4162]} ، نهاهم أن يطيعوهم ، وفي كل ما يدعونكم إليه كفروا ، وأنتم لا تعلمون ، ويحتمل النهي عن طاعتهم ، نهاهم عن أن يطيعوهم ، وإن كان يعلم أنهم لا يطيعونهم ، كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم{[4163]} في غير آية{[4164]} من القرآن كقوله : { ولا تكونن من المشركين } [ الأنعام : 14 و . . ] [ كقوله ]{[4165]} { فلا تكون من الممترين } [ البقرة : 147 و . . ] فكذلك هذا .

قال الشيخ ، رحمه الله : ويشبه أن تكون الآية في عرض أمور عظام ، ترغب فيها [ لئلا يكفر ]{[4166]} بها ، فحذر عن ذلك بما بين من الاعتناد والخسار في آية أخرى{[4167]} ليعلموا أن ذلك تجارة مخسرة ، وقد كانت لهم ، ولأهل كل دين ومذهب هذا الاعتناد ، والله أعلم . وعلى ذلك قوله : { وكيف تكفرون } على أن الذي أراكم الرسول صلى الله عليه وسلم ألذ للعقول وأروح{[4168]} للأبدان مما وعدوه من سوء المآب ، والله أعلم .


[4162]:في الأصل وم: كفر.
[4163]:في م: عليه السلام.
[4164]:في الأصل وم: آي.
[4165]:ساقطة من الأصل وم.
[4166]:في الأصل وم: ليكفر.
[4167]:إشارة إلى قوله تعالى: {ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا} [فاطر: 39].
[4168]:من م، في الأصل: وأروح.