فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ} (100)

100

وعن قتادة : قد تقدم الله إليكم فيهم كما تسمعون وحذركم وأنبأكم بضلالتهم فلا تأمنوهم على دينكم ولا تنتصحوهم على أنفسكم فإنهم الأعداء الحسدة الضلال كيف تأمنون قوما كفروا بكتابهم ؟ وقتلوا رسلهم وتحيروا في دينهم ، وعجزوا عن أنفسهم ؟ أولئك هم أهل التهمة والعداوة وهكذا فطاعة الأكثرين من اليهود والنصارى أعداء الدين ترد المؤمنين عن تآخيهم وألفتهم وتفضي إلى فرقتهم وارتدادهم وفتنتهم ، فالتآخي أخو الإيمان والتفرق أخو الكفر .

-في رواية ابن زيد بن أسلم : خرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن معه من المهاجرين فقال ( يا معشر المسلمين أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا الله الله ) فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين{[1082]} .


[1082]:أورده صاحب تفسير غرائب القرآن.