التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ} (100)

قوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين . وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله }

قال ابن كثير : يحذر تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن ان يطيعوا طائفة من اهل الكتاب الذين يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله وما منحهم من إرسال رسوله كما قال تعالى{ ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم }الآية ، وهكذا قال ههنا : { إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردونكم بعد إيمانكم كافرين }ثم قال تعالى{ وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله }يعني ان الكفر بعيد منكم وحاشاكم منه ، فإن آيات الله تنزل على رسوله ليلا ونهارا وهو يتلوها عليكم ويبلغها إليكم ، وهذا كقوله تعالى : { وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين }الآية بعدها .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله{ وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله }قال : علمان بينان : نبي الله وكتاب الله ، فأما نبي الله فمضى عليه الصلاة والسلام ، وأما كتاب الله فأبقاه الله بين أظهركم رحمة من الله ونعمة في حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : قوله{ يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }قد تقدم الله إليكم فيهم كما تسمعون ، وحذركم وأنبأكم بضلالتهم ، فلا تؤمنوهم على دينكم ولا تنتصحوهم على أنفسكم ، فإنهم العداء الحسدة الضلال . كيف تأتمنون قوما كفروا بكتابهم ، وقتلوا رسلهم ، وتحيروا في دينهم ، وعجزوا عن انفسهم ؟ أولئك والله هم اهل التهمة والعداوة .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسين بن السكن ، ثنا أبو زيد النحوي ، أنبأ قيس ابن الربيع ، عن الأغر بن الصباح ، عن خليفة بن حصين ، عن أبي نصر ، عن ابن عباس قال : كانت بين الأوس والخزرج حرب في الجاهلية ، فبينما هم يوما جلوس إذ ذكروا ما بينهم حتى غضبوا ، فقام بعضهم على بعض بالسلاح فنزلت : { وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله }الآية كلها .

( التفسير-آل عمران آية( 1 . 1ح1 . 69 ) . وأخرجه الطبري( التفسير7/63ح7535 )عن أبي كريب عن الحسن بن عطية عن قيس به . وأخرجه البخاري( التاريخ الكبير9/76 )من طريق إبراهيم ابن نصر عن الأشجعي عن سفيان الثوري عن الأغر به . والحديث بهذه المتابعات حسن( انظر تفسير ابن أبي حاتم-الموضع المذكور أعلاه ) .

قوله تعالى{ ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم }

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، ثنا عمرو بن رافع ، ثنا سليمان يعني : ابن عامر عن الربيع بن انس في قوله : { ومن يعتصم بالله }والاعتصام هو : الثقة بالله .

وسنده حسن .

وانظر حديث النواس بن سمعان المتقدم عند الآية( 6 )من سورة الفاتحة .