نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ} (100)

ولما تم إيذانه بالسخط على أعدائه وأبلغ في إنذارهم عظيم انتقامه إن داموا على إضلالهم{[18418]} ، أقبل بالبشر على أحبائه ، مواجهاً لهم بلذيذ خطابه وصفي غنائه ، محذراً لهم الاغترار{[18419]} بالمضلين ، ومنبهاً ومرشداً ومذكراً ودالاً على ما ختم به ما قبلها من إحاطة علمه بدقيق مكر اليهود ، فقال سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا } أي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم { إن تطيعوا فريقاً } أتى{[18420]} بهذا اللفظ لما كان المحذر منه الافتراق والمقاطعة الذي{[18421]} يأتي عيب{[18422]} أهل الكتاب به { من الذين أوتوا الكتاب } أي القاطعين بين الأحباب مثل شأس{[18423]} بن قيس الذي مكر بكم إلى أن أوقع{[18424]} الحرب بينكم ، فلولا النبي الذي رحمكم{[18425]} به ربكم لعدتم إلى شر ما كنتم فيه { يردوكم } وزاد في تقبيح هذا الحال بقوله مشيراً بإسقاط الجار إلى الاستغراق زمان البعد : { بعد إيمانكم كافرين * } أي غريقين في صفة{[18426]} الكفر ، {[18427]}فيا لها{[18428]} من صفقة{[18429]} ما أخسرها وطريقة ما أجورها ! .


[18418]:في ظ: ضلالهم.
[18419]:في ظ: الاعتذار.
[18420]:في ظ: أي.
[18421]:في ظ: التي.
[18422]:من ظ ومد، وفي الأصل: غيب.
[18423]:في ظ: ساس.
[18424]:في ظ: وقع بكم.
[18425]:العبارة من "إلى أن" إلى هنا تكررت في الأصل.
[18426]:من ظ ومد، وفي الأصل : صفقة.
[18427]:في ظ: فنالها.
[18428]:في ظ: فنالها.
[18429]:زيد بعده في ظ: خاسرتها.